الفرق بين إكرام الضيف والإسراف عليه

902 - الفرق بين إكرام الضيف والإسراف عليه

01-03-2008 1842 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الفرق بين إكرام الضيف والإسراف عليه، وما حكم التكلّف الزائد للضيف؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 902
 2008-03-01

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالضيافة من مكارم الأخلاق ومن آداب الإسلام، وهي خلق النبيين والصالحين، وهي سنة سيدنا إبراهيم خليل الرحمن والأنبياء من بعده عليهم الصلاة والسلام، وقد رغَّب فيها الإسلام، وعدَّها من علامات صدق الإيمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا خير فيمن لا يُضِيف» رواه أحمد. وقال صلى الله عليه وسلم: «الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة، ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يُؤثِمَهُ، قالوا: يا رسول الله وكيف يُؤثِمُهُ؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يقريه به» رواه مسلم.

ومن آداب المضيف:

1ـ إيناس ضيفه بالحديث الطيب عند دخول الضيف وعند خروجه.

2ـ ألا يتكلَّف لضيفه ما لا يطيق، لما روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: كنا عند عمر رضي الله عنه فقال: نُهينا عن التكلُّف.

وروى الحاكم والطبراني عن سلمان رضي الله عنه أنه قال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلُّف لتكلَّفت لكم.

وروى الدارقطني بسند ضعيف عن الزبير بن العوام رضي الله عنه مرفوعاً: «ألا إني بريء من التكلُّف وصالحو أمتي»، وهو وإن كان ضعيفاً فالمعنى صحيح للأحاديث السابقة.

3ـ أن يقول لضيفه (كُلْ) أحياناً من غير إلحاح.

4ـ أن يخدم المُضيف ضيفَه بنفسه، لا بخادم، لأن هذا ليس من إكرام الضيف.

5ـ أن يبادر إلى إكرام ضيفه، ويقدِّم له أجود ما عنده، كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ} [الذاريات: 26 ـ 27].

6ـ أن يُظهر السرور بأكل ضيفه.

ومن آداب الضيف:

1ـ أن يجلس حيث يُجلسه صاحب البيت.

2ـ ألا يقوم الضيف إلا بإذن المُضيف.

3ـ أن يدعو الضيف بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة» رواه أبو داود.

وبناء على ذلك:

فلا حرج في التوسعة على الضيف بدون تكلُّف، لأن التكلُّف ممقوت في شرعنا، بل إحضار الكثير الموجود عند المضيف مستحبٌّ، كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام، ولا يعتبر هذا من الإسراف، لأن الإسراف المنهيَّ عنه هو صرف المال في المعاصي، وفيما لا ينبغي لو كان المال قليلاً، وكذلك من الإسراف المنهي عنه الأكل من الطعام حتى التخمة.

وإذا أحضر المضيف الطعام الكثير لضيفه وفضل من الطعام شيء فيحرم عليه أن يلقي الطعام في القمامة، بل عليه أن يرعى هذه النعمة بردِّها لعياله أو لأصحاب الحاجة. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1842 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  سنن وآداب نبوية

 السؤال :
 2022-10-10
 899
إِذَا رَأَيْتُ صَدِيقًا لِي عَلَيْهِ ثِيَابٌ جَدِيدَةٌ، فَهَلْ مِنْ دُعَاءٍ مَسْنُونٍ أَقُولُهُ لَهُ؟
رقم الفتوى : 12228
 السؤال :
 2020-04-22
 5403
هَلْ صَحِيحُ بِأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ دَفْنُ أَظْفَارِ الإِنْسَانِ بَعْدَ قَصِّهَا؟
رقم الفتوى : 10322
 السؤال :
 2019-01-22
 1498
ما هي آداب الطعام التي دعانا إليها سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 9409
 السؤال :
 2019-01-22
 4913
هل صحيح أن الكلام على الطعام لا يجوز شرعاً؟
رقم الفتوى : 9408
 السؤال :
 2018-07-28
 22067
هل صحيح بأنه من السنة إعادة السلام ثانية، إذا خرج الإنسان من المجلس وعاد إليه، أو حال بين الرجلين جذع شجرة؟
رقم الفتوى : 9051
 السؤال :
 2018-01-28
 8780
ورد في الحديث الـشريف أن نتف شعر الإبط من سنن الفطرة، والفقهاء يقولون: إنه يصح الحلق؛ ألا يستفاد من الأحاديث أن إزالة شعر الإبط حـصراً يجب أن يكون بالنتف؟
رقم الفتوى : 8639

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5633
المقالات 3197
المكتبة الصوتية 4873
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 419090205
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :