الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: الأَصْلُ في بَيْعِ وَشِرَاءِ الأَجْهِزَةِ التي تُسْتَعْمَلُ في الخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَالمُبَاحِ وَالحَرَامِ، مُبَاحٌ، لِأَنَّ كُلَّ عَبْدٍ مَسْؤُولٌ عَنْ عَمَلِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ.
ثانياً: هُنَاكَ قَاعِدَةٌ فِقْهِيَّةٌ تَقُولُ: دَرْءُ المَفَاسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ المَصَالِحِ، فَكُلُّ عَمَلٍ يُؤَدِّي إلى مَفْسَدَةٍ يَحْرُمُ القِيَامُ بِهِ وَلَو كَانَ الأَصْلُ فِيهِ الإِبَاحَةُ، كَبَيْعِ سِكِّينَةٍ لِرَجُلٍ، الأَصْلُ في ذَلِكَ الإِبَاحَةُ، مَعَ أَنَّهَا تُسْتَخْدَمُ في الخَيْرِ وَفي الشَّرِّ، وَلَكِنْ إِذَا غَلَبَ عَلَى ظَنِّ البَائِعِ أَنَّهُ سَيَقْتُلُ بِهَا حَرُمَ عَلَيْهِ بَيْعُهَا.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَإِنَّ تَصْلِيحَ وَصِيَانَةَ الجَوَّالَاتِ الأَصْلُ فِيهَا الإِبَاحَةُ وَالحِلُّ إِلَّا إِذَا عُلِمَ أَنَّ الغَالِبَ عَلَى الظَّنِّ بِأَنَّ صَاحِبَ الجَوَّالِ يَسْتَعْمِلُهُ في الحَرَامِ، عِنْدَهَا يَحْرُمُ صِيَانَةُ الجَوَّالِ وَتَصْلِيحُهُ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.
وَأَنَا أَنْصَحُكَ أَنْ تَصُونَ وَتُصْلِحَ الجَوَّالَ دُونَ شَرِيحَتِهِ، أَو بِطَاقَةِ الذَّاكِرَةِ، حَتَّى لَا تَطَّلِعَ عَلَى مُحْتَوَيَاتِهَا، وَحُسْنُ الظَّنِّ بِالعِبَادِ مَطْلُوبٌ شَرْعَاً، وَمَنْ أَحْسَنَ الظَّنَّ مَا خَابَ وَلَا خَـسِرَ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |