الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالتَّدَاوِي بِالشَّيْءِ النَّجِسِ الأَصْلُ فِيهِ التَّحْرِيمُ، للحَدِيثِ الذي رواه الإمام البخاري قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ.
وَلَكِنْ يُرَخَّصُ أَحْيَانَاً بِاسْتِخْدَامِ الحَرَامِ للضَّرُورَةِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ صَمَّامٌ طَاهِرٌ يَقُومُ مَقَامَ النَّجِسِ فَلَا حَرَجَ مِنَ اسْتِخْدَامِ هَذَا الصَّمَّامِ مِنَ الخِنْزِيرِ، إِذَا كَانَ المَرِيضُ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ بِشَهَادَةِ الأَطِبَّاءِ المُخْتَصِّينَ، وَلَم يَكُنْ يُوجَدُ إِلَّا هَذَا. هذا، والله تعالى أعلم.