الوضوء من حمل الميت

12416 - الوضوء من حمل الميت

21-02-2023 1899 مشاهدة
 السؤال :
هَلْ يُسَنُّ الوُضُوءُ في حَقِّ مَنْ حَمَلَ مَيْتًا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12416
 2023-02-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ، وَمَنْ حَمَلَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ».

وَقَدْ ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَى مَنْ غَسَّلَ مَيْتًا أَنْ يَغْتَسِلَ، بَلْ وَلَا وُضُوءَ عَلَيْهِ، لِأَنَّ غَسْلَ المَيْتِ يُشْبِهُ غَسْلَ الحَيِّ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ عَلَيْكُمْ فِي غَسْلِ مَيِّتِكُمْ غُسْلٌ إِذَا غَسَّلْتُمُوهُ، فَإِنَّ مَيِّتَكُمْ لَيْسَ بِنَجَسٍ، فَحَسْبُكُمْ أَنْ تَغْسِلُوا أَيْدِيَكُمْ» رَوَاهُ الحَاكِمُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وَلَكِنْ يُسَنُّ لِمَنْ غَسَّلَ مَيْتًا أَنْ يَغْتَسِلَ، للحَدِيثِ المَذْكُورِ، وَلِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: كُنَّا نُغَسِّلُ الْمَيِّتَ، فَمِنَّا مَنْ يَغْتَسِلُ، وَمِنَّا مَنْ لَا يَغْتَسِلُ. رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.

وَأَمَّا الوُضُوءُ لِمَنْ حَمَلَ مَيْتًا، فَعِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ لَا يَجِبُ، وَلَا يُسْتَحَبُّ، وَيُحْمَلُ قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ حَمَلَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ». أَيْ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْمِلَ مَيْتًا فَلْيَتَوَضَّأْ، اسْتِعْدَادًا للصَّلَاةِ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يُحْمَلُ للصَّلَاةِ عَلَيْهِ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تعالى لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾. وَالمُرَادُ الاسْتِعَاذَةُ بِاللهِ عِنْدَ إِرَادَةِ القِرَاءَةِ، لَا عِنْدَ الفَرَاغِ مِنَ التَّلَاوَةِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ غَسَّلَ مَيْتًا أَنْ يَغْتَسِلَ، وَلَا يَجِبُ؛ وَهَذَا عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ.

وَأَمَّا مَنْ حَمَلَ مَيْتًا فَإِنَّهُ لَا يُسْتَحَبُّ لَهُ الوُضُوءُ بَعْدَ حَمْلِهِ، لِأَنَّ حَمْلَهُ لَيْسَ سَبَبًا مِنْ أَسْبَابِ نَقْضِ الوُضُوءِ عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، وَالحَدِيثُ يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِمَنْ أَرَادَ حَمْلَ المَيْتِ أَنْ يَتَوَضَّأَ، حَتَّى لَا يُفَوِّتَ عَلَى نَفْسِهِ صَلَاةَ الجِنَازَة إِنْ وُضِعَتْ للصَّلَاةِ عَلَيْهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

1899 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام الجنائز

 السؤال :
 2025-05-01
 45
إِذَا صَلَّيْنَا الجِنَازَةَ عَلَى طِفْلٍ صَغِيرٍ، هَلْ نَسْتَغْفِرُ لَهُ؟ أَمْ هُنَاكَ دُعَاءٌ خَاصٌّ يُقَالُ عِنْدَ التَّكْبِيرَةِ الثَّالِثَةِ؟
رقم الفتوى : 13609
 السؤال :
 2025-05-01
 40
هَلْ مِنَ السُّنَّةِ القِيَامُ لِلْجِنَازَةِ إِذَا مَرَّتْ أَمَامَنَا؟
رقم الفتوى : 13608
 السؤال :
 2022-04-02
 1761
مَا حُكْمُ دَفْنِ الإِنْسَانِ المُسْلِمِ في مَقَابِرِ غَيْرِ المُسْلِمِينَ؟
رقم الفتوى : 11884
 السؤال :
 2021-04-29
 5081
هَلْ صَحِيحٌ بِأَنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ حَشْوُ دُبُرِ المَيْتِ بِالقُطْنِ؟
رقم الفتوى : 11197
 السؤال :
 2021-01-10
 1411
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُكْشَفَ وَجْهُ المَيْتِ بَعْدَ وَضْعِهِ في قَبْرِهِ؟
رقم الفتوى : 10866
 السؤال :
 2018-02-07
 3708
كيف تكون صلاة الجنازة؟
رقم الفتوى : 8674

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5690
المقالات 3213
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 423093415
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :