مزاح المرأة مع الرجال

12883 - مزاح المرأة مع الرجال

29-12-2023 385 مشاهدة
 السؤال :
زَوْجَتِي صَاحِبَةُ دِينٍ وَخُلُقٍ، إِلَّا أَنَّهَا عِنْدَمَا تَتَحَدَّثُ مَعَ زُمَلَائِهَا في العَمَلِ تُمَازِحُهُمْ، وَتَضْحَكُ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ قَدَّمْتُ لَهَا النُّصْحَ، وَلَكِنْ بِدُونِ جَدْوَى، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12883
 2023-12-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَتَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.

وَقَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ـ وَعَدَّ مِنْهُمْ ـ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. هَذَا أَوَّلًا.

ثَانِيًا: الأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ وَاجِبٌ شَرْعًا، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ بِأُسْلُوبٍ حَكِيمٍ، مَعَ الرِّفْقِ وَاللِّينِ بِدَايَةً، ثُمَّ مَعَ الحَزْمِ نِهَايَةً.

ثَالِثًا: مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ حَدِيثَ المَرْأَةِ مَعَ الرِّجَالِ الأَجَانِبِ، وَالمُمَازَحَةَ وَالضَّحِكَ مَعَهُمْ، مِنْ أَخْطَرِ المُحَرَّمَاتِ وَأَسْوَئِهَا عَاقِبَةً، لِأَنَّ هَذَا مِنَ الخُضُوعِ بِالقَوْلِ، وَقَدْ نُهِيَتِ المَرْأَةُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾. فَضْلًا عَنْ مُخَالَفَتِهِمْ جَمِيعًا ـ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ـ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾.

رَابِعًا:  عَمَلُ المَرْأَةِ مَشْرُوعٌ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِشَرْطِ عَدَمِ الاخْتِلَاطِ بِالرِّجَالِ، وَبِشَرْطِ عَدَمِ ضَيَاعِ الوَاجِبَاتِ التي عَلَيْهَا نَحْوَ زَوْجِهَا وَأَوْلَادِهَا وَبَيْتِهَا، وَأَنْ تَكُونَ مُضْطَرَّةً لِذَلِكَ العَمَلِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ وَالمُصَابَرَةِ، مَعَ دَوَامِ النُّصْحِ بِأُسْلُوبٍ حَكِيمٍ وَحَازِمٍ، وَالتَّذْكِيرِ بِعَوَاقِبِ هَذَا الفِعْلِ وَخُطُورَتِهِ، وَاسْتَعِنْ عَلَيْهَا بِأَهْلِهَا، مَعَ كَثْرَةِ الدُّعَاءِ، وَإِذَا أَصَرَّتْ عَلَى ذَلِكَ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى، فَتَسْرِيحُهَا بِإِحْسَانٍ هُوَ الخَيْرُ في حَقِّكَ، حَتَّى لَا تَنْدَمَ عَلَى عَوَاقِبِ هَذَا الفِعْلِ. هذا، والله تعالى أعلم.

385 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2025-12-23
 56
هَلْ يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ الْكَافِرِ أَنْ يَرْقِيَ إِنْسَانًا مُسْلِمًا؟
 السؤال :
 2025-12-17
 100
مَا حُكْمُ الشَّرْعِ الشَّرِيفِ فِي الضَّرْبِ بِالدُّفِّ؟
 السؤال :
 2025-11-25
 233
هَلْ نَابُ الفِيلِ طَاهِرٌ أَمْ نَجِسٌ؟
 السؤال :
 2025-05-01
 1085
هَلْ يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ المُضْطَرِّ الَّذِي لَا يَجِدُ سَبِيلًا لِلْعَمَلِ إِلَّا فِي مَصْنَعٍ لِلْخَمْرِ، أَنْ يَعْمَلَ فِيهِ؟
 السؤال :
 2025-04-17
 1062
هَلْ يَجُوزُ شَرْعًا أَنْ يُحَوِّلَ الإِنْسَانُ صُورَتَهُ إِلَى صُورَةٍ كَرْتُونِيَّةٍ عَنْ طَرِيقِ الذَّكَاءِ الاصْطِنَاعِيِّ؟
 السؤال :
 2025-03-17
 971
هَلْ يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ إِنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ لَهُ: اللهُ يَجْزِيكَ عَنِّي أَلْفَ خَيْرٍ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5711
المقالات 3257
المكتبة الصوتية 4881
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 429250516
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :