﴿إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا﴾

10994 - ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا﴾

02-03-2021 1190 مشاهدة
 السؤال :
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10994
 2021-03-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَاللهُ تَبَارَكَ وتعالى يَضْرِبُ الأَمْثَالَ في القُرْآنِ الكَرِيمِ مِنْ أَجْلِ العِبْرَةِ وَالمَوْعِظَةِ، وَلِتَكُونَ زَاجِرَةً لِمَنْ يَسْمَعُهَا، إِلَّا أَنَّهَا لَا يَعْقِلُ مَعَانِيَهَا إِلَّا أَهْلُ العِلْمِ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾.

وَمِنْ حِكَمِ ضَرْبِ الأَمْثَالِ، أَنْ يَتَفَكَّرَ النَّاسُ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾.

وَقَدْ بَيَّنَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ الأَمْثَالَ مَعَ إِيضَاحِهَا للحَقِّ، يَهْدِي بِهَا اللهُ تعالى قَوْمًا، وَيُضِلُّ بِهَا قَوْمًا آخَرِينَ، كَمَا وَرَدَ في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾.

وَلَا شَكَّ أَنَّ الذينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ هُمُ العُقَلَاءُ الذينَ عَقَلُوا مَعْنَى الأَمْثَالِ، وَانْتَفَعُوا بِمَا تَضَمَّنَتْ مِنْ بَيَانِ الحَقِّ، وَأَنَّ الذينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ هُمُ الذينَ لَمْ يَعْقِلُوهَا، وَلَمْ يَعْرِفُوا مَا أَوْضَحَهُ اللهُ تعالى مِنَ الحَقَائِقِ.

فَالفَرِيقُ الأَوَّلُ: هُمُ الذينَ قَالَ اللهُ تعالى فِيهِمْ: ﴿وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا﴾.

وَالفَرِيقُ الثَّانِي: هُمُ الذينَ قَالَ اللهُ تعالى فِيهِمْ: ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا﴾. وَقَالَ فِيهِمْ: ﴿وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ﴾.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

 فَاللهُ تعالى الذي تَعَالَتْ كَلِمَاتُهُ، وَتَسَامَى قُرْآنُهُ، لَا يَتْرُكُ ضرب أي مثل خَشْيَةَ لَوْمَة لَائِمٍ، بِأَنْ يُمَثِّلَ أَمْرًا ثَابِتًا مُحَقَّقًا بِأَمْرٍ وَاقِعٍ مَحْسُوسٍ، تَقْرِيبًا للمَعَانِي إلى مَا هُوَ مَحْسُوسٌ، وَتَوْضِيحًا للأُمُورِ، لِتَكُونَ بَيِّنَةً للجَمِيعِ، أَو لِمَنْ يُصْغُونَ إلى تَلَقِّي البَيَانِ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ، وَإِدْرَاكٍ مُسْتَقِيمٍ.

وَيَقُولُ الشَّيْخُ مُحَمَّد مُتَوَلِّي الشَّعْرَاوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في هَذِهِ الآيَةِ: وَعِنْدَمَا ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا بِالبَعُوضَةِ، اسْتَقْبَلَهُ الكُفَّارُ بِالمَعْنَى الدُّنْيَوِيِّ دُونَ أَنْ يَفْطَنُوا للمَعْنَى الحَقِيقِيِّ، قَالُوا: كَيْفَ يَضْرِبُ اللهُ مَثَلًا بِالبَعُوضَةِ ذَلِكَ المَخْلُوقِ الضَّعِيفِ، الذي يَكْفِي أَنْ تَضْرِبَهُ بِأَيِّ شَيْءٍ أَو بِكَفِّكَ فَيَمُوتَ؟ لِمَاذَا لَمْ يَضْرِبِ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَثَلًا بِالفِيلِ الذي هُوَ ضَخْمُ الجُثَّةِ شَدِيدُ القُوَّةِ، أَو بِالأَسَدِ الذي هُوَ أَقْوَى مِنَ الإِنْسَانِ؛ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا بِالبَعُوضَةِ، فَقَالُوا: ﴿مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا﴾. وَلَمْ يَفْطَنُوا إلى أَنَّ هَذِهِ البَعُوضَةَ دَقِيقَةُ الحَجْمِ خَلْقُهَا مُعْجِزَةٌ، لِأَنَّ في هَذَا الحَجْمِ الدَّقِيقِ وَضَعَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كُلَّ الأَجْهِزَةِ اللَّازِمَةِ لَهَا في حَيَاتِهَا، فَلَهَا عَيْنَانِ وَلَهَا خُرْطُومٌ دَقِيقٌ جِدًّا، وَلَكِنَّهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْرِقَ جِلْدَ الإِنْسَانِ، وَيُخْرِجَ الأَوْعِيَةَ الدَّمَوِيَّةَ التي تَحْتَ الجِلْدِ لِيَمْتَصَّ دَمَ الإِنْسَانِ.

وَالبَعُوضَةُ لَهَا أَرْجُلٌ وَلَهَا أَجْنِحَةٌ وَلَهَا دَوْرَةٌ تَنَاسُلِيَّةٌ وَلَهَا كُلُّ مَا يَلْزَمُ لِحَيَاتِهَا، كُلُّ هَذَا في هَذَا الحَجْمِ الدَّقِيقِ، كُلَّمَا دَقَّ الشَّيْءُ احْتَاجَ إلى دِقَّةِ خَلْقٍ أَكْبَرَ.

وَنَحْنُ نُشَاهِدُ في حَيَاتِنَا البَشَرِيَّةِ أَنَّهُ مَثَلًا عِنْدَمَا اخْتَرَعَ الإِنْسَانُ السَّاعَةَ، كَانَ حَجْمُهَا ضَخْمًا لِدَرَجَةِ أَنَّهَا تَحْتَاجُ إلى مَكَانٍ كَبِيرٍ، وَكُلَّمَا تَقَدَّمَتِ الحَضَارَةُ وَارْتَقَى الإِنْسَانُ في صِنَاعَتِهِ وَحَضَارَتِهِ وَتَقَدُّمِهِ، أَصْبَحَ الحَجْمُ دَقِيقًا وَصَغِيرًا، وَهَكَذَا أَخَذَتْ صِنَاعَةُ السَّاعَاتُ تَدُقُّ، حَتَّى أَصْبَحَ مِنَ المُمْكِنِ صُنْعُ سَاعَةٍ في حَجْمِ الخَاتَمِ أَو أَقَلَّ.

وَعِنْدَمَا بَدَأَ اخْتِرَاعُ المِذْيَاعِ أَو الرَّادْيُو كَانَ حَجْمُهُ كَبِيرًا، وَالآنَ أَصْبَحَ في غَايَةِ الدِّقَّةِ لِدَرَجَةِ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَضَعَهُ في جَيْبِكَ أَو أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ.

وَفِي كُلِّ الصِّنَاعَاتِ عِنْدَمَا تَرْتَقِي، يَصْغُرُ حَجْمُهَا لِأَنَّ ذَلِكَ مُحْتَاجٌ إلى صِنَاعَةِ مَاهِرٍ وَإِلَى تَقَدُّمٍ عِلْمِيٍّ.

وَهَكَذَا حِينَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا بِالبَعُوضَةِ وَمَا فَوْقَهَا، أَيْ بِمَا هُوَ أَقَلُّ مِنْهَا حَجْمًا، فَإِنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَرَادَ أَنْ يَلْفِتَنَا إلى دِقَّةِ الخَلْقِ، فَكُلَّمَا لَطُفَ الشَّيْءُ وَصَغُرَ حَجْمُهُ احْتَاجَ إلى دِقَّةِ الخَلْقِ، وَلَكِنَّ الكُفَّارَ لَمْ يَأْخُذُوا المَعْنَى عَلَى هَذَا النَّحْوِ، وَإِنَّمَا أَخَذُوهُ بِالمَعْنَى الدُّنْيَوِيِّ البَسِيطِ الذي لَا يُمَثِّلُ الحَقِيقَةَ.

فَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حِينَمَا ضَرَبَ هَذَا المَثَل، اسْتَقْبَلَهُ المُؤْمِنُونَ بِأَنَّهُ كَلَامُ اللهِ، وَاسْتَقْبَلُوهُ بِمَنْطِقِ الإِيمَانِ بِاللهِ فَصَدَّقُوا بِهِ سَوَاءٌ أَفَهِمُوهُ أَمْ لَمْ يَفْهَمُوهُ، لِأَنَّ المُؤْمِنَ يُصَدِّقُ كُلَّ مَا يَجِيءُ مِنْ عِنْدِ اللهِ سَوَاءٌ عَرَفَ الحِكْمَةَ أَوْ لَمْ يَعْلَمْهَا، وَاقْرَأْ قَوْلَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ على عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الذين نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بالحق فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الذي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خسروا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾.

إِنَّ كُلَّ مُصَدِّقٍ بِالقُرْآنِ لَا يَطْلُبُ تَأْوِيلَهُ أَو الحِكْمَةَ في آيَاتِهِ، وَلِذَلِكَ قَالَ الكَافِرُونَ: ﴿مَاذَا أَرَادَ الله بهذا مَثَلًا﴾. وَيَأْتِي رَدُّ الحَقِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الفاسقين﴾. وَمَنْ هُمُ الفَاسِقُونَ؟ هُمُ الذينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ، أَوَّلُ شَيْءٍ في الفِسْقِ أَنْ يَنْقُضَ الفَاسِقُ عَهْدَهُ.

وَيُقَالُ فَسَقَتِ الرُّطَبَةُ: أَيْ بَعَّدَتِ القِشْرَةَ عَنِ الثَّمَرِ، فَعِنْدَمَا تَكُونُ الثَّمَرَةُ أَو البَلَحَةُ حَمْرَاءَ تَكُونُ القِشْرَةُ مُلْتَصِقَةً بِالثَّمَرَةِ بِحَيْثُ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْزِعَهَا مِنْهَا، فَإِذَا أَصْبَحَتِ الثَّمَرَةُ أَو البَلَحَةُ رُطَبًا تَسْوَدُّ قِشْرَتُهَا وَتَبْتَعِدُ عَنِ الثَّمَرَةِ بِحَيْثُ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْزِعَهَا عَنْهَا بِسُهُولَةٍ؛ هَذَا هُوَ الفَاسِقُ المُبْتَعِدُ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ، يَنْسَلِخُ عَنْهُ بِسُهُولَةٍ وَيُسْرٍ، لِأَنَّهُ غَيْرُ مُلْتَصِقٍ بِهِ، وَعِنْدَمَا تَبْتَعِدُ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ فَإِنَّكَ لَا تَرْتَبِطُ بِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

1190 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2023-08-07
 208
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669
 السؤال :
 2023-03-23
 1419
مَا هِيَ النَّارُ الكُبْرَى المُشَارُ إِلَيْهَا في قَوْلِهِ تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى* ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾؟
رقم الفتوى : 12465
 السؤال :
 2023-03-23
 612
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؟
رقم الفتوى : 12464
 السؤال :
 2023-01-30
 1662
مَا هُوَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾؟
رقم الفتوى : 12370
 السؤال :
 2022-08-03
 1426
مَا المَقْصُودُ بِالخَيْطِ الأَبْيَضِ وَالخَيْطِ الأَسْوَدِ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾؟
رقم الفتوى : 12087
 السؤال :
 2022-07-20
 946
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾. كَيْفَ يَكُونُ الإِيذَاءُ للهِ تعالى، وَحَاشَاهُ أَنْ يَصِلَ لَهُ ضُرٌّ مِنَ الخَلْقِ؟
رقم الفتوى : 12068

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412801937
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :