اختيار الزوج عن طريق النت

12070 - اختيار الزوج عن طريق النت

20-07-2022 418 مشاهدة
 السؤال :
هَلْ يَجُوزُ للمَرْأَةِ التي لَمْ تُخْطَبْ بَعْدُ أَنْ تَبْحَثَ عَنْ زَوْجٍ لَهَا عَنْ طَرِيقِ النِّتِّ، وَوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12070
 2022-07-20

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ لَا تَجُوزُ المُرَاسَلَةُ بَيْنَ الجِنْسَيْنِ، وَخَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ في الزَّوَاجِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنَ المَفَاسِدِ الدِّينِيَّةِ وَالأَخْلَاقِيَّةِ، وَكَمْ جَرَّتْ هَذِهِ المُرَاسَلَاتُ عَلَى المَرْأَةِ خَاصَّةً مِنْ شَرٍّ وَبَلَاءٍ، وَقَادَتْ بَعْضَهُنَّ إلى ارْتِكَابِ الفَاحِشَةِ، وَالشَّيْطَانُ يُخَيِّلُ لِكُلٍّ مِنَ الرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ مِنْ أَوْصَافِ الطَّرَفِ الثَّانِي مَا يُوقِعُهُمَا في التَّعَلُّقِ المُفْسِدِ للقَلْبِ وَالعَقْلِ.

وَبَحْثُ الفَتَاةِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَجْلِ الزَّوَاجِ بَحْثٌ عَنْ أَوْهَامٍ وَمَجَاهِيلَ.

وَالمَرْأَةُ صَاحِبَةُ الدِّينِ وَالخُلُقِ التي تُرِيدُ العَفَافَ لَا تَخُوضُ في هَذَا الطَّرِيقِ الذي هُوَ مِنْ تَزْيِينِ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ، لِأَنَّ جُلَّ الشَّبَابِ وَالرِّجَالِ اليَوْمَ يَتَظَاهَرُونَ بِالأَدَبِ وَالوَقَارِ وَالأَخْلَاقِ وَالجِدِّيَّةِ في الزَّوَاجِ وَهُمْ أَكْذَبُ مِنْ إِبْلِيسَ، وَالوَاحِدُ مِنْهُمْ مُخَادِعٌ دَجَّالٌ يَلْعَبُ بِأَعْرَاضِ النَّاسِ، يَسْعَى لِتَطْمِينِ الفَتَاةِ وَكَسْبِ ثِقَتِهَا بِأُسْلُوبٍ مَاكِرٍ، ثُمَّ يُوقِعُهَا في الفَاحِشَةِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَلْتَكُنِ المَرْأَةُ عَلَى حَذَرٍ مِنْ هَذَا الأَمْرِ، لِأَنَّهُ مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، يُصْطَادُ بِهَا أَهْلُ العِفَّةِ وَالطَّهَارَةِ مِنْ أَهْلِ الغَفْلَةِ الذينَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

وَلْتَعْلَمْ هَذِهِ الفَتَاةُ وَغَيْرُهَا أَنَّ البَحْثَ عَنْ زَوْجٍ عَنْ طَرِيقِ النِّتِّ إِنَّمَا هُوَ مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، فَكَمْ مِنْ فَتَاةٍ فَقَدَتْ عَفَافَهَا وَطُهْرَهَا وَانْغَمَسَتْ في أَوْحَالِ الرَّذِيلَةِ، بِسَبَبِ مُكَالَمَةٍ أَو مُحَادَثَةٍ، لَمْ تَكُنْ تَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ بِهَا هَذَا المَبْلَغَ.

وَظَنُّ هَذِهِ الفَتَاةِ أَنَّهَا سَتَتَعَرَّفُ عَلَى طِبَاعِ الرَّجُلِ وَسُلُوكِهِ مِنْ خِلَالِ المُحَادَثَةِ مُجَرَّدُ حُلُمٍ وَوَهْمٍ، لَا حَقِيقَةَ لَهُ، لِأَنَّ الذِّئَابَ البَشَرِيَّةَ قَادِرَةٌ عَلَى الظُّهُورِ بِكُلِّ لِبَاسٍ، وَالتَّقَنُّعِ بِكُلِّ قِنَاعٍ، وَهَيْهَاتَ أَنْ يَعْرِفَ كُلٌّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وَلَو اسْتَمَرَّ الحَدِيثُ أَشْهُرًا لَا أَيَّامًا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

418 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 343
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 593
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 235
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 252
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 243
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 302
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3235
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424670054
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :