تريد طلاق زوجها بسبب علاقاته مع النساء

12231 - تريد طلاق زوجها بسبب علاقاته مع النساء

10-10-2022 1347 مشاهدة
 السؤال :
رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ عَلَاقَاتٌ غَيْرُ شَرْعِيَّةٍ مَعَ النِّسَاءِ، وَعَرَفَتْ زَوْجَتُهُ هَذَا، فَتَرَكَتْ بَيْتَهَا وَأَخَذَتْ أَوْلَادَهَا، وَهِيَ تَطْلُبُ الطَّلَاقَ مِنْهُ، لِأَنَّهُ أَعْطَاهَا وُعُودًا كَثِيرَةً بِقَطْعِ عَلَاقَاتِهِ مَعَ النِّسَاءِ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ كَذَّابٌ، وَيَدَّعِي الآنَ أَنَّهُ تَابَ إلى اللهِ تعالى، وَيُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إلى بَيْتِهَا مَعَ أَوْلَادِهَا، وَلَكِنَّهَا تَأْبَى، فَمَاذَا يَفْعَلُ الرَّجُلُ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 12231
 2022-10-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمِنْ حَقِّ الزَّوْجَةِ أَنْ تَرْفُضَ هَذَا الزَّوْجَ الذي لَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ زَوْجًا لِامْرَأَةٍ صَاحِبَةِ دِينٍ وَخُلُقٍ، وَلَا يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ أَبًا مُرَبِّيًا لِأَوْلَادِهِ، وَمِنْ حَقِّهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْهُ. هَذَا أَوَّلًا.

ثَانِيًا: كَانَ مِنَ الوَاجِبِ عَلَى هَذَا الزَّوْجِ أَنْ يَشْكُرَ اللهَ تعالى عَلَى نِعْمَةِ هَذِهِ الزَّوْجَةِ، التي كَانَتْ تُحَرِّضُهُ عَلَى التَّوْبَةِ، وَصَبَرَتْ عَلَيْهِ كَثِيرًا لَعَلَّهُ يَتُوبُ، وَلَكِنَّهُ بَقِيَ مُصِرًّا عَلَى المَعْصِيَةِ، حَتَّى دَفَعَهَا ذَلِكَ للخُرُوجِ مِنْ بَيْتِهِ، وَعَرَّضَ نِعْمَةَ الزَّوَاجِ للزَّوَالِ بِسَبَبِ المَعْصِيَةِ، رَوَى أَبُو يَعْلَى عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَحْسِنُوا جِوَارَ نِعَمِ اللهِ، لَا تُنَفِّرُوهَا، فَقَلَّمَا زَالَتْ عَنْ قَوْمٍ فَعَادَتْ إِلَيْهِمْ».

ثَالِثًا: مِنْ حَقِّهَا أَنْ لَا تُصَدِّقَ الزَّوْجَ الذي اتَّصَفَ بِصِفَاتِ المُنَافِقِينَ، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَخَاصَّةً أَنَّ الخُلْفَ في الوَعْدِ كَانَ مُتَكَرِّرًا، فَكَيْفَ سَتُصدِّقُهُ؟

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَأَنَا أَنْصَحُ هَذَا الزَّوْجَ أَنْ يَصْدُقَ في تَوْبَتِهِ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ يَتَّقِيَ اللهَ تعالى القَائِلَ: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.

وَأَنْ يُوَجِّهَ أَهْلَ الخَيْرِ وَالصَّلَاحِ للإِصْلَاحِ بَيْنَهُمَا، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنَ الدُّعَاءِ للهِ تعالى مُقَلِّبِ القُلُوبِ، وَأَنْ يُحَافِظَ عَلَى صَلَوَاتِهِ، وَأَنْ يَتْرُكَ قُرَنَاءِ السُّوءِ، وَالجَوَّالَ الذي أَفْسَدَ عَلَيْهِ دِينَهُ.

كَمَا أَنْصَحُ الزَّوْجَةَ الكَرِيمَةَ أَنْ تُعْطِيَهُ الفُرْصَةَ الأَخِيرَةَ لَعَلَّهُ يَتُوبُ إلى اللهِ تعالى عَلَى يَدَيْهَا، وَلْتذْكُرْ حَدِيثَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

1347 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-04-10
 259
مَا وَاجِبُنَا نَحْوَ إِخْوَانِنَا فِي فِلَسْطِينَ، وَخَاصَّةً فِي غَزَّةَ؟
رقم الفتوى : 13560
 السؤال :
 2025-04-10
 106
لَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ كَثِيرًا عَنِ الأَوْلِيَاءِ، وَلَكِنِ اليَوْمَ نَكَادُ لَا نَرَى وَلِيًّا، فَهَلْ قَلَّ عَدَدُ الأَوْلِيَاءِ للهِ تَعَالَى فِي هَذَا الزَّمَانِ؟
رقم الفتوى : 13559
 السؤال :
 2025-03-23
 290
مَا صِحَّةُ مَا يَنْتَشِرُ مِنْ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُقَدِّمَ هَدِيَّةً لِزَوْجَتِهِ يَوْمَ عِيدِ الفِطْرِ، لِقَاءَ تَعَبِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيُسَمَّى هَذَا الحَقُّ حَقَّ المِلْحِ؟
رقم الفتوى : 13540
 السؤال :
 2025-03-21
 109
هُنَاكَ بَعْضُ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ قِيلَتْ فِي حَقِّ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ الكُبْرَى رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، يَقُولُ فِيهَا الشَّاعِرُ: قِفْ بِالحَجُونِ سُوَيْعَةً يَا حَادِي؛ فَهَلْ بِالإِمْكَانِ مَعْرِفَتُهَا، وَمَعْرِفَةُ قَائِلِهَا؟
رقم الفتوى : 13534
 السؤال :
 2025-03-17
 206
مَا هِيَ أَفْضَلُ صِيغَةٍ نُصَلِّي بِها عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 13527
 السؤال :
 2025-03-12
 36
مَا السَّبِيلُ لِلِاسْتِقَامَةِ عَلَى شَرْعِ اللهِ تَعَالَى، وَخَاصَّةً لِإِنْسَانٍ لَهُ قُرَنَاءُ سُوءٍ؟
رقم الفتوى : 13517

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5677
المقالات 3209
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422577392
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :