الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ﴾. وَالأَيَامَى جَمْعُ أَيِّمٍ، وَهُوَ مَنْ لَا زَوْجَ لَهُ مِنَ الذُّكُورِ وَالإِنَاثِ، فَإِذَا جَاءَ خَاطِبٌ وَطَلَبَ البِنْتَ الصَّغِيرَةَ، وَخَطَبَهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَتَحَقَّقَتِ الشُّرُوطُ في الخَاطِبِ، وَكَانَتِ الصَّغِيرَةُ أَهْلًا للزَّوَاجِ، فَلَا حَرَجَ مِنْ تَزْوِيجِهَا.
لِأَنَّ الآيَةَ الكَرِيمَةَ جَاءَتْ مُطْلَقَةً، وَلَمْ تُقَيِّدْ سِنًّا دُونَ سِنٍّ، وَلَمْ تُقَيِّدْ كَبِيرَةً وَلَا صَغِيرَةً، بَلْ هِيَ مُطْلَقَةٌ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَالأَصْلُ مَشْرُوعِيَّةُ تَزْوِيجِ البَنَاتِ مُطْلَقًا كَبِيرَاتٍ كُنَّ أَوْ صَغِيرَاتٍ، فَإِذَا طُلِبَتِ الصَّغِيرَةُ قَبْلَ الكَبِيرَةِ فَلَا حَرَجَ مِنْ تَزْوِيجِهَا مِنْ صَاحِبِ الدِّينِ وَالخُلُقِ إِذَا كَانَتْ أَهْلًا للزَّوَاجِ. هذا، والله تعالى أعلم.