واجبنا نحو أهل غزة

13560 - واجبنا نحو أهل غزة

10-04-2025 353 مشاهدة
 السؤال :
مَا وَاجِبُنَا نَحْوَ إِخْوَانِنَا فِي فِلَسْطِينَ، وَخَاصَّةً فِي غَزَّةَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 13560
 2025-04-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أَوَّلًا: الْتِزَامُ الأَدَبِ مَعَ اللهِ تَعَالَى، وَهُوَ أَصْلُ كُلِّ أَدَبٍ، وَحُسْنُ الأَدَبِ مَعَ اللهِ تَعَالَى هُوَ حُسْنُ الانْقِيَادِ لَهُ تَعَالَى، بِإِيقَاعِ كُلِّ حَرَكَةٍ تَصْدُرُ مِنَّا وَفْقَ مَا يُرِيدُهُ مَوْلَانَا.

فِبُقُلُوبِنَا لَا نَتَوَجَّهُ إِلَّا للهِ تَعَالَى، وَبِلِسَانِنَا لَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾.

وَبِجَوَارِحِنَا وَمَا آتَانَا اللهُ تَعَالَى لَا نَتَصَرَّفُ إِلَّا وَفْقَ مَا أُمِرْنَا بِهِ.

ثَانِيًا: أَنْ نَتَخَلَّى عَنْ صِفَاتِ اليَهُودِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، فَهُمْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ، أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ، بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ، لَا أَدَبَ عِنْدَهُمْ مَعَ اللهِ تَعَالَى، وَلَا مَعَ أَنْبِيَائِهِ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

يُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ تَعَالَى؛ وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ الرِّبَا الَّذِي هُوَ سَبَبُ دَمَارِ العِبَادِ وَالبِلَادِ، وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ أَمْرُهُمْ بِالمُنْكَرِ وَنَهْيُهُمْ عَنِ المَعْرُوفِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾.

هُمْ أَهْلُ الحِقْدِ وَالحَسَدِ وَالبَغْضَاءِ، وَصُدُورُهُمْ خَبِيثَةٌ، وَأَلْسِنَتُهُمْ قَذِرَةٌ، فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى وَفِي حَقِّ العِبَادِ.

وَهُمْ أَهْلُ الخِيَانَةِ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً.

ثَالِثًا: تَرْكُ حَيَاةِ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ وَالغَفْلَةِ وَالتَّرَفِ وَإِضَاعَةِ الوَقْتِ بِدُونِ فَائِدَةٍ تَعُودُ عَلَيْنَا وَعَلَى أُسَرِنَا وَمُجْتَمَعِنَا، وَأَنْ نَلْتَزِمَ الجِدَّ فِي أَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا وَسَائِرِ أَحْوَالِنَا.

رَابِعًا: نَبْذُ جَمِيعِ الخِلَافَاتِ الَّتِي بَيْنَنَا، وَأَنْ نَعْتَصِمَ بِاللهِ تَعَالَى وَحَبْلِهِ المَتِينِ، وَأَنْ نُفَكِّرَ بِجِدٍّ بِعَدُوِّنَا الحَقِيقِيِّ الَّذِي أَوْضَحَ اللهُ تَعَالَى لَنَا عَدَاوَتَهُ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ فَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى﴾. فَنَحْنُ أُمَّةٌ مَتْبُوعَةٌ، وَلَيْسَتْ بِتَابِعَةٍ أَبَدًا فِي جَمِيعِ شُؤُونِهَا.

خَامِسًا: يَجِبُ عَلَى جَمِيعِ وُلَاةِ أُمُورِ المُسْلِمِينَ أَنْ يَنْبِذُوا الخِلَافَاتِ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَأَنْ يَجْمَعُوا كَلِمَتَهُمْ عَلَى كَلِمَةِ الحَقِّ، وَأَنْ يُوَحِّدُوا صُفُوفَهُمْ، وَأَنْ يُعْلِنُوا الحَرْبَ عَلَى هَؤُلَاءِ المُجْرِمِينَ الَّذِينَ يَعِيثُونَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا، فَهُمْ وَرَبِّ الكَعْبَةِ جُبَنَاءُ، وَقَدْ وَصَفَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾. وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾.

سَادِسًا: المُقَاطَعَةُ الاقْتِصَادِيَّةُ لِجَمِيعِ الدُّوَلِ المُجْرِمَةِ الدَّاعِمَةِ لِلْيَهُودِ.

سَابِعَا: الدُّعَاءُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ بِقُلُوبٍ صَادِقَةٍ، وَأَبْدَانٍ طَاهِرَةٍ مِنَ الحَرَامِ، وَبِلِسَانٍ صَدُوقٍ جَانَبَ الكَذِبَ، لِوُلَاةِ الأُمُورِ أَنْ يَشْرَحَ اللهُ صُدُورَهُمْ لِإِعْلَانِ الجِهَادِ عَلَى هَذِهِ الشِّرْذِمَةِ الحَقِيرَةِ.

ثُمَّ الدُّعَاءُ لِإِخْوَانِنَا فِي فِلَسْطِينَ عَامَّةً، وَفِي غَزَّةَ خَاصَّةً، بِأَنْ يَحْفَظَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِمَا حَفِظَ بِهِ عِبَادَهُ الصَّالِحِينَ، وَأَنْ يَجْمَعَ شَمْلَهُمْ جَمِيعًا، وَيُوَحِّدَ كَلِمَتَهُمْ وَصَفَّهُمْ، وَأَنْ يَنْسَوُا الخِلَافَاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ.

ثَامِنًا: الإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. لَقَدْ أَمَرَنَا اللهُ تَعَالَى بِالذِّكْرِ الكَثِيرِ مَعَ الثَّبَاتِ رَجَاءَ الفَلَاحِ، فَالإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى عُنْوَانٌ لِافْتِقَارِ العَبْدِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَدَمِ اسْتِغْنَائِهِ عَنِ اللهِ تَعَالَى طَرْفَةَ عَيْنٍ.

فَالذَّاكِرُ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ جِهَادٍ، وَالمُجَاهِدُ لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الإِكْثَارِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى، فَأَفْضَلُ الذَّاكِرِينَ المُجِاهِدُونَ، وَأَفْضَلُ المُجَاهِدِينَ الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا.

يَا رَبِّ هَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

353 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-04-19
 226
جَمْعِيَّةٌ أُسِّسَتْ لِتَعْلِيمِ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، وَكَفَالَةِ اليَتِيمِ، وَإِطْعَامِ الفَقِيرِ، فَهَلْ يَجُوزُ لِأَفْرَادِ هَذِهِ الجَمْعِيَّةِ تَوَارُثُ مُمْتَلَكَاتِ الجَمْعِيَّةِ، الَّتِي بُنِيَتْ، وَجُمِعَ لَهَا المَالُ لِإِعَانَةِ الفُقَرَاءِ؟ هذا أَوَّلًا. ثَانِيًا: هَلْ يُبَاحُ لِلْقَائِمِينَ عَلَى هَذِهِ الجَمْعِيَّةِ أَخْذُ نِسْبَةٍ مِنَ المَالِ لَهُمْ؟ ثَالِثًا: إِذَا بَنَتِ الجَمْعِيَّةُ مَدَارِسَ لِلْفُقَرَاءِ، هَلْ مِنْ حَقِّ الجَمْعِيَّةِ أَنْ تَفْرِضَ أَقْسَاطًا عَلَى الطُّلَّابِ أَكْثَرَ مِنَ النَّفَقَاتِ الَّتِي تُصْرَفُ عَلَيْهِمْ؟ رَابِعًا: مَا مَصِيرُ الأَمْوَالِ الفَائِضَةِ وَالزَّائِدَةِ عِنْدَ الجَمْعِيَّةِ بَعْدَ أَدَاءِ النَّفَقَاتِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَى الجَمْعِيَّةِ؟
رقم الفتوى : 13589
 السؤال :
 2025-04-10
 133
لَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ كَثِيرًا عَنِ الأَوْلِيَاءِ، وَلَكِنِ اليَوْمَ نَكَادُ لَا نَرَى وَلِيًّا، فَهَلْ قَلَّ عَدَدُ الأَوْلِيَاءِ للهِ تَعَالَى فِي هَذَا الزَّمَانِ؟
رقم الفتوى : 13559
 السؤال :
 2025-03-23
 320
مَا صِحَّةُ مَا يَنْتَشِرُ مِنْ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُقَدِّمَ هَدِيَّةً لِزَوْجَتِهِ يَوْمَ عِيدِ الفِطْرِ، لِقَاءَ تَعَبِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيُسَمَّى هَذَا الحَقُّ حَقَّ المِلْحِ؟
رقم الفتوى : 13540
 السؤال :
 2025-03-21
 131
هُنَاكَ بَعْضُ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ قِيلَتْ فِي حَقِّ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ الكُبْرَى رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، يَقُولُ فِيهَا الشَّاعِرُ: قِفْ بِالحَجُونِ سُوَيْعَةً يَا حَادِي؛ فَهَلْ بِالإِمْكَانِ مَعْرِفَتُهَا، وَمَعْرِفَةُ قَائِلِهَا؟
رقم الفتوى : 13534
 السؤال :
 2025-03-17
 226
مَا هِيَ أَفْضَلُ صِيغَةٍ نُصَلِّي بِها عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 13527
 السؤال :
 2025-03-12
 41
مَا السَّبِيلُ لِلِاسْتِقَامَةِ عَلَى شَرْعِ اللهِ تَعَالَى، وَخَاصَّةً لِإِنْسَانٍ لَهُ قُرَنَاءُ سُوءٍ؟
رقم الفتوى : 13517

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5679
المقالات 3209
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422694469
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :