الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدِ اتَّفَقَ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ لَا حَدَّ لِأَكْثَرِ الطُّهْرِ، لِأَنَّ المَرْأَةَ قَدْ لَا تَحِيضُ أَصْلًا، وَقَدْ تَحِيضُ في السَّنَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً.
وَأَقَلُّ الطُّهْرِ بَيْنَ حَيْضَتَيْنِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا بِلَيَالِيهَا، لِأَنَّ الشَّهْرَ غَالِبًا لَا يَخْلُو مِنْ حَيْضٍ وَطُهْرٍ.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَإِذَا اغْتَسَلَتِ المَرْأَةُ مِنْ حَيْضَتِهَا فَإِنَّهَا تَبْقَى طَاهِرَةً خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَلَوْ رَأَتْ في هَذِهِ الأَيَّامِ دَمًا، وَيُعْتَبَرُ هَذَا الدَّمُ اسْتِحَاضَةً حُكْمُهُ كَحُكْمِ الرُّعَافِ.
فَإِنِ اسْتَمَرَّ الدَّمُ بَعْدَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا لِمُدَّةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَتُعْتَبَرُ عِنْدَ ذَلِكَ دَوْرَةً جَدِيدَةً. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |