الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء في سنن ابن ماجه عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ). وفي سنن أبي داود عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبًا مِثْلَهُ). زَادَ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ: (ثُمَّ تُلَهَّبُ فِيهِ النَّارُ). حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: (ثَوْبَ مَذَلَّةٍ).
الحق سبحانه وتعالى أنزل علينا لباساً ليواري سوآتنا، قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون}. فاللباس من نعمة الله علينا، وما أنزله الله تعالى علينا ليفخر بعضُنا على بعض، وليستعليَ بعضُنا على بعض، وليتكبَّر بعضُنا على بعض.
فمن لبس أيَّ نوع من أنواع اللباس يقصد الاشتهار بين الناس، وليرفعَ أبصار الناس إليه، ويختالَ عليهم ويتكبَّرَ ألبسه الله تعالى يوم القيامة (ثوب مذلة) أي ثوباً يوجب ذِلَّته يوم القيامة، كما لبس في الدنيا ثوباً يتعزَّر به على الناس ويترفَّع به عليهم، فيشهر في أرض المحشر بمذلَّته واحتقاره عقوبة له، لأن الجزاء من جنس العمل.
لذلك لا يليق بالعبد المؤمن أن يفتخر ويتعالى على الخلق بالنعمة الموهوبة له من الله تعالى، بل عليه أن يكسو هذه النعمة بلباس التقوى، كما قال تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ}. فلباس التقوى يجعلك متواضعاً كلما عظمت عليك نعمة الله، أما النعمة بدون تقوى فقد تهلك العبد والعياذ بالله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |