الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فعند جمهور الفقهاء غير الحنفية القراءةُ في الصلاة ركن، وركن القراءة هو سورة الفاتحة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) رواه البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تُجْزِئُ صَلاةٌ إِلا بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ) رواه الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
والبسملة عند السادة الشافعية آية من الفاتحة، لما جاء في الحديث: (إِذَا قَرَأْتُمُ {الْحَمْدُ لله} فَاقْرَءُوا: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} إِنَّهَا أُمُّ الْقُرْآنِ، وَأُمُّ الْكِتَابِ، وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي وَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} إِحْدَاهَا) رواه الدارقطني عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أما عند السادة الحنفية: فالقراءة في الصلاة ركن من أركان الصلاة، ويتحقق هذا الركن بقراءة آية واحدة، وذلك لقوله تعالى: {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ}.
أما بالنسبة لقراءة سورة الفاتحة في الصلاة للمنفرد أو الإمام عند الحنفية فهي واجبة، والبسملة عندهم ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها من السور إلا في سورة النمل في أثنائها، لما رواه مسلم عنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: (صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
وبناء على ذلك:
فمن ترك البسملة من سورة الفاتحة أثناء الصلاة ما أتى بركن القراءة عند الشافعية، أما عند الحنفية فقد ترك سنة من سنن القراءة وصلاته صحيحة عندهم إن شاء الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |