الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَالعَجِيبُ في الإِنْسَانِ المُسْلِمِ الذي يَقْرَأُ قَوْلَهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُون﴾ [البقرة: 278ـ279] وَهُوَ يُصَلِّي، ثُمَّ يَقُومُ بِالاسْتِقْرَاضِ عَنْ طَرِيقِ الرِّبَا، لِأَنَّ الذي أَمَرَ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ هُوَ الذي حَذَّرَ مِنَ الرِّبَا وَأَعْلَنَ الحَرْبَ عَلَى المُرَابِينَ، فَكَيْفَ جَمَعَ المُصَلِّي بَيْنَ المُتَنَاقِضَيْنِ؟
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ للصَّلَاةِ فَهِيَ صَلَاةٌ صَحِيحَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، وَإِنِّي أَرْجُو اللهَ تعالى بِبَرَكَةِ الصَّلَاةِ أَنْ يَرْزُقَنَا التَّوْبَةَ الصَّادِقَةَ، وَأَنْ يُوَفِّقَ هَذَا المُرَابِيَ للتَّوْبَةِ الصَّادِقَةِ النَّصُوحِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |