الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإذا طلق الرجل زوجته قبل الدخول ولم تكن هناك خلوة شرعية بينهما فإنها تستحق نصف المهر ولا عدة عليها، وذلك لقوله تعالى: {وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير}. ولقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً}.
وبناء على ذلك:
فإنَّ الزوجة تستحقُّ نصف المهر بعد الطلاق الأول إذا لم يكن دخول ولا خلوة بينها وبين زوجها، يعني تستحق خمسين ألف ليرة سورية، وهو دين في ذمة الزوج إلا إذا سامحت الزوجة بذلك.
وتستحقُّ كذلك نصف المهر بعد الطلاق الثاني إذا لم يكن دخول ولا خلوة بين الزوجين، إلا إذا سامحت الزوجة بذلك. هذا، والله تعالى أعلم.