الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ حَلْقُ رَأْسِ المَوْلُودِ في اليَوْمِ السَّابِعِ، وَيُتَصَدَّقُ بِوَزْنِ الشَّعْرِ وَرِقَاً ـ فِضَّةً ـ.
وَاخْتَلَفُوا في حَلْقِ شَعْرِ المَوْلُودِ الأُنْثَى، فَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إلى أَنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَ الذَّكَرِ وَالأُنْثَى، لِمَا رُوِيَ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَزَنَتْ شَعْرَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَزَيْنَبَ وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَتَصَدَّقَتْ بِزِنَةِ ذَلِكَ فِضَّةً.
وَلِأَنَّ هَذَا الحَلْقَ فِيهِ مَصْلَحَةٌ مِنْ حَيْثُ التَّصَدُّقُ، وَمِنْ حَيْثُ حُسْنُ الشَّعْرِ بَعْدَهُ، وَعِلَّةُ الكَرَاهَةِ مِنْ تَشْوِيهِ الخَلْقِ غَيْرُ مَوْجُودَةٍ في المَوْلُودِ.
وَذَهَبَ السَّادَةُ الحَنَفِيَّةُ إلى أَنَّ حَلْقَ شَعْرِ المَوْلُودِ في اليَوْمِ السَّابِعِ مُبَاحٌ، لَا سُنَّةٌ وَلَا وَاجِبٌ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |