الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا خلاف بين الفقهاء في أن المرور وراء سترة المصلي لا يضر، وأن المرور بين المصلي وسترته منهيٌّ عنه، فيأثم المارُّ بين يديه، لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ) قَالَ أَبُو النَّضْرِ: لا أَدْرِي أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً. رواه البخاري ومسلم.
ويسنُّ للمصلي إذا كان منفرداً أو إماماً أن يتخذ أمامه سترة تمنع المرور بين يديه.
ويجب على الآباء والأمهات تربية الأبناء على معرفة الأحكام الشرعية، ومن جملة ذلك حرمة المرور بين يدي المصلي.
وبناء على ذلك:
فما دام الطفل ما دخل سنَّ التكليف لا يكون آثماً، ويجب على الأبوين تعليم الطفل حكم المرور بين يدي المصلي. هذا أولاً.
ثانياً: إن المرور بين يدي المصلي والسترة لا يقطع الصلاة ولا يفسدها، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يَقْطَعُ الصَّلاةَ شَيْءٌ، وَادْرَؤُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ) رواه أبو داود. وهذا عند جمهور الفقهاء. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |