الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: ربُّنا عز وجل فتح باب التوبة للعباد جميعاً من جميع الذنوب ـ من شرك وقتل وزنى ـ فقال تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}، وقال تبارك وتعالى في وصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.
وإذا تاب العبد إلى الله تعالى، واشتهرت توبته بين الناس، فيحرم على الآخرين أن يعيروه بما كان عليه سابقاً، ويجب عليهم أن لا يكونوا عوناً للشيطان على أخيهم.
ثانياً: حمل بعض العلماء قول الله تعالى: {الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} على من استحلَّ جريمة الزنى، لأن الذي يستحلُّ الزنى يكون مرتداً عن دين الله كافراً، والمرتد الكافر لا يجوز أن يتزوَّج من امرأة مسلمة.
والبعض الآخر حمل الآية على من اشتهر بجريمة الزنى، وهو مصرٌّ على ذلك، فلا يزوج هذا الرجل الزاني من امرأة مسلمة محصنة، خشية عليها من الانحراف.
وبناء على ذلك:
فالاستدلال بهذه الآية في حق الرجل التائب إلى الله تعالى من الزنى في غير محلِّه، وإن زواجه من امرأة صالحة بعد صدق توبته زواج صحيح لا خلاف فيه. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |