الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) رواه الترمذي.
ثانياً: يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ) رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ) أي من غير شدة تلجئها إلى سؤال الطلاق.
وبناء على ذلك:
فالحق على ولي أمرك الذي زوَّجك من هذا الرجل إذا كان مدمناً على ذلك قبل الزواج، والحق عليك إذا كنت تعلمين هذا ووافقت عليه، لأنه من الطبيعي أن تكون الحياة شقاءً مع هذا الرجل، وذلك لقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}.
وأنا أنصحك بالصبر عليه والنصح له، عسى أن يكرمه الله تعالى بالتوبة الصادقة بسببك، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: (لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ) رواه البخاري ومسلم.
أما إذا لم تستطيعي الصبر عليه، وخشيتِ أن تقصِّري في واجباته بسبب سوء أخلاقه، فلا حرج من طلب الطلاق، وأن تفتدي نفسك منه. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |