الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: صدَّق الصحابة الكرام رضي الله عنهم والمؤمنون من بعدهم، بقوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُون}. من خلال إيمانهم وتصديقهم بقول الله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}.
فالمؤمن يُصدِّق خَبَرَ الله تعالى فيما مضى وفيما يأتي من خلال إيمانه بالله تعالى، المؤمن يستقبل خَبَرَ الله تعالى كأنه رأيُّ العين، بل خَبَرُ الله تعالى عند المؤمن أصدَقُ من رؤية عينه، لأنَّ العينَ قد تخدع صاحبَها، أما الله تعالى فتعالى عن ذلك علواً كبيراً.
ومن هذا المنطلق رأينا كثيراً من الآيات الكريمة يقول الله تعالى فيها لسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: {أَلَمْ تَرَ}. مع أنه ما رأى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ليستقبل هذا النبأ والخبر كأنه مُشاهَدٌ عنده، ومن جملة ذلك قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد}. وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل}. مع أنه ما رأى، ولكن استقبل صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الخبر والنبأ كأنه رأيُّ العين.
ثانياً: أما المقصود بقوله تعالى: {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} فهم بنو إسرائيل، لأنَّ بعضهم شكَّ بموته، يقول ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف: (إن بعض بني إسرائيل شكُّوا في موت فرعون، فأمر الله تعالى البحر أن يلقيه بجسده بلا روح). هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |