الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنَّ إجراء عقد الزواج على فتاة بالشكل الشرعي يجعلها زوجةً شرعيةً لزوجها، ويحلُّ لزوجها ما يحلُّ للأزواج من زوجاتهم بمجرَّد العقد، ولكنَّ مراعاةَ الأعراف مطلوبةٌ، ومن الأعراف أن لا تتمَّ المعاشرة إلا بعد حفل الزفاف، لأنَّ الوطء قبل ذلك قد يؤدي إلى مفاسد كبيرة.
وأما الخطبة فهي وعد بالزواج، والمرأة بعد الخطبة امرأة أجنبيَّة عن الرجل لا يحلُّ له النظر إليها فضلاً عن المعاشرة، وإذا تمَّت المعاشرة بين الخاطب والمخطوبة فهي زنى ـ والعياذ بالله تعالى ـ.
وبناء على ذلك:
فلا يجوز للمرأة أن تقوم بعملية رتق غشاء البكارة، سواء تمَّ الدخول بها بعد العقد أو قبله، لأنه إذا تمَّ قبل العقد فهو زنا، والرتق في هذه الحالة إعانة على المحرَّم، وربما أن يكون مشجِّعاً للفاحشة.
أما إذا تمَّ الدخول بها بعد العقد فهي زوجة شرعية، والدخول بها صحيح شرعاً، وفي رتق غشاء البكارة تدليس وغشٌّ لمن يريد الزواج منها في المستقبل، حيث يظنُّ أنها بكر، وهي في الحقيقة ليست كذلك. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |