الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد أخرج الإمام مسلم عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (بِتُّ ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يُصَلِّي مُتَطَوِّعًا مِن اللَّيْلِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إِلَى القِرْبَةِ فَتَوَضَّأَ، فَقَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ لَمَّا رَأَيْتُهُ صَنَعَ ذَلِكَ، فَتَوَضَّأْتُ مِن القِرْبَةِ، ثُمَّ قُمْتُ إِلَى شِقِّهِ الأَيْسَرِ، فَأَخَذَ بِيَدِي مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ يَعْدِلُنِي كَذَلِكَ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ إِلَى الشِّقِّ الأَيْمَنِ).
وبناء على حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال الحنابلة: من شروط صحة الجماعة أن ينوي الإمام أنه إمام، فإذا لم ينوِ واقتدى به آخر، صحَّت إمامته في النفل لا في الفرض.
وفي الفرض؛ فإن كان ينتظر أحداً يُحرم وحده، وينتظر من يأتي فيصلي معه، فإنه يجوز.
وقال الحنفية: نيَّة الإمامة شرط لصحة اقتداء النساء إن كنَّ وحدهنَّ، وليست شرطاً لصحة اقتداء الرجال.
وقال المالكية والشافعية: لا تشترط نية الإمامِ الإمامةَ، ولكن تستحبُّ عندهم.
وبناء على ذلك:
فاقتداء الرجل بك ولو لم تنوِ الإمامة صحيح، وانقلبت الصلاة من صلاة منفرد إلى صلاة جماعة، هذا عند جمهور الفقهاء عدا الحنابلة، إلا إذا كنت نويت الإمامة لمن يأتي من بعدك، فصحَّت صلاة الجماعة بالاتفاق. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
