الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد جاء في حاشية ابن عابدين رحمه الله تعالى: القراءة بالشاذ قرآن، إلا أنَّ في قرآنيته شكَّاً، فلا تفسد به الصلاة.
وجاء في النهر: الأوجه أنها لا تفسد، ولا تجزئ، ثم قال: (تتمة) القرآن الذي تجوز به الصلاة بالاتفاق، هو المضبوط في مصاحف الأئمة التي بعث بها عثمان رضي الله عنه إلى الأمصار، وهو الذي أجمع عليه الأئمة العشرة، وهذا هو المتواتر جملة وتفصيلاً، فما فوق السبعة إلى العشرة غير شاذ، وإنما الشاذ ما وراء العشرة، وهو الصحيح.
وجاء في الهدية العلائية: قراءة القرآن مقتصراً على الرواية الشاذة ـ أي فوق عشرة ـ مكروهة، ولا تُجزئ في الصلاة، ولا تفسدها.
وبناء على ذلك:
فالصلاة تكون مكروهة تحريماً إذا قرأ المصلي بعض الآيات الشاذة، ولا تفسد الصلاة، وعليه إعادة الصلاة ما دام الوقت باقياً، وإلا صحَّت مع الكراهة التحريمية. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
