حكم بول الصبي الصغير

474 - حكم بول الصبي الصغير

29-08-2007 39 مشاهدة
 السؤال :
رَزَقَنِي اللهُ غُلَامًا ذَكَرًا، وَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا جَمًّا وَتَعَلَّقْتُ بِهِ كَثِيرًا، مِمَّا دَفَعَنِي لِحَمْلِهِ كَثِيرًا، وَلَكِنَّهُ يَتَبَوَّلُ كَثِيرًا وَيُصِيبُ بَوْلُهُ ثَوْبِي، فَهَلْ صَحِيحٌ كَمَا سَمِعْتُ بِأَنَّ بَوْلَهُ طَاهِرٌ لَا يَحْتَاجُ إِلَى غَسْلِ الثِّيَابِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 474
 2007-08-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَبَوْلُ الغُلَامِ نَجِسٌ سَوَاءٌ أَكَلَ الطَّعَامَ أَوْ كَانَ يَرْضَعُ مِنْ ثَدْيِ أُمِّهِ، وَيَجِبُ غَسْلُهُ بِالمَاءِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَنْزِهُوا مِنَ الْبَوْلِ، فَإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْهُ» أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ.

فَعَمَّمَ الحَدِيثُ الشَّرِيفُ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ بَوْلِ الكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ، وَلَا بَيْنَ مَنْ أَكَلَ الطَّعَامَ أَوْ كَانَ يَرْضَعُ مِنْ ثَدْيِ أُمِّهِ فَقَطْ؛ وَهَذَا مَذْهَبُ الحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.

وَمَذْهَبُ الشَّافِعِيَّةِ كَذَلِكَ إِذَا كَانَ الغُلَامُ يَأْكُلُ الطَّعَامَ، أَمَّا إِذَا كَانَ رَضِيعًا مِنْ ثَدْيِ أُمِّهِ فَعِنْدَهُمْ يَطْهُرُ بِرَشِّ المَاءِ عَلَى الثَّوْبِ حَتَّى يَغْمُرَهُ المَاءُ وَلَا يُشْتَرَطُ لِطَهَارَتِهِ سَيَلَانُ المَاءِ، وَذَلِكَ لِلْحَدِيثِ المُتَّفَقِ عَلَيْهِ الَّذِي رَوَتْهُ أُمُّ قَيْسٍ بِنْتُ مِحْصَنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا  أَتَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ، لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي حَجْرِهِ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ.

أَمَّا بَوْلُ البِنْتِ الَّتِي أَكَلَتِ الطَّعَامَ أَوْ كَانَتْ تَرْضَعُ مِنْ ثَدْيِ أُمِّهَا، فَإِنَّ بَوْلَهَا نَجِسٌ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ، وَلَا يَطْهُرُ إِلَّا بِالغَسْلِ، لِمَا رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي بَوْلِ الغُلَامِ الرَّضِيعِ: «يُنْضَحُ بَوْلُ الغُلَامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الجَارِيَةِ».

لِأَنَّهُ جَرَتِ العَادَةُ بِائْتِلَافِ حَمْلِ الصَّبِيِّ أَكْثَرَ مِنَ الأُنْثَى، فَيُخَفَّفُ في بَوْلِ الصَّبِيِّ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ دُونَ بَوْلِ البِنْتِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

1ـ إِذَا كَانَ الغُلَامُ يَأْكُلُ الطَّعَامَ فَبَوْلُهُ نَجِسٌ يَجِبُ غَسْلُ الثَّوْبِ مِنْهُ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ بِالاتِّفَاقِ.

2ـ وَإِذَا كَانَ الغُلَامُ يَرْضَعُ مِنْ ثَدْيِ أُمِّهِ فَقَطْ كَذَلِكَ يَجِبُ غَسْلُهُ عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ، وَعِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ يَطْهُرُ بِالغَسْلِ وَالتَّغْمِيرِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
39 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  النجاسات وأحكامها

 السؤال :
 2019-09-12
 2791
مَا هُوَ المِقْدَارُ المَعْفُوِّ عَنْهُ مِنَ النَّجَاسَاتِ عَلَى الثَّوْبِ عِنْدَ المَالِكِيَّةِ؟
رقم الفتوى : 9925
 السؤال :
 2019-07-21
 10487
مَا هُوَ الفَارِقُ بَيْنَ النَّجَاسَةِ المُخَفَّفَةِ وَالنَّجَاسَةِ المُغَلَّظَةِ، وَالقَدْرُ مِنْهُمَا الذي يَمْنَعُ مِنْ صِحَّةِ الصَّلَاةِ؟
رقم الفتوى : 9837
 السؤال :
 2017-07-20
 3225
هل نجاسة الخمر نجاسة حسية أم معنوية؟
رقم الفتوى : 8224
 السؤال :
 2016-12-09
 6200
هل بخار البول نجس؟
رقم الفتوى : 7733
 السؤال :
 2016-03-08
 4098
هل صحيح بأنه يشترط غسل المَذْيِ عن الفرج، والثوب؟
رقم الفتوى : 7207
 السؤال :
 2015-02-22
 25441
إذا بال القط على الثوب أو السجادة، فهل ينجسها؟
رقم الفتوى : 6770

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5630
المقالات 3193
المكتبة الصوتية 4861
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 417904287
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :