الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فباتفاق العلماء بأنه ما زنت امرأة نبيٍّ قط، والمقصود في خيانتهما هي خيانة الإيمان والتصديق والمتابعة، وكانت زوجة سيدنا نوح عليه السلام تخبر بأنَّ سيدنا نوحاً عليه السلام مجنون، وكانت امرأة سيدنا لوط عليه السلام تدلُّ قومه على أضيافه من أجل ارتكاب الفاحشة.
وبناء على ذلك:
فالخيانة هنا كانت خيانة الإيمان والعقيدة، أما قوله تعالى حكاية عن سيدنا نوح عليه السلام: {إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِين * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}. فليس فيه دلالة على أن هذا الولد غير شرعي، لأنه قال تعالى مبيِّناً حقيقة النسب مع الأنبياء: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}. فالنسب النافع هو نسب الاتِّباع، وصدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عندما قال: (سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ) رواه الطبراني عن كثير بن عبد الله المزني. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |