حكم من جرى لفظ الكفر على لسانه بدون قصد

512 - حكم من جرى لفظ الكفر على لسانه بدون قصد

26-09-2007 396 مشاهدة
 السؤال :
مَا الحُكْمُ فِيمَنْ يُجْرِي أَلْفَاظَ الكُفْرِ كَثِيرًا عَلَى لِسَانِهِ، وَهُوَ فِي قَلْبِهِ غَيْرُ مُعْتَقِدٍ بِمَا يَقُولُ، هَلْ يُعَدُّ كَافِرًا؟ أَمْ فِي حُكْمِ المُرْتَدِّ؟ أَمْ فَاسِقًا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 512
 2007-09-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِذَا تَلَفَّظَ العَبْدُ بِكَلِمَةِ الكُفْرِ الصَّرِيحِ ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ يُصْبِحُ مُرْتَدًّا عَنْ دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِأَنَّ لَنَا الظَّاهِرَ وَاللهُ يَتَوَلَّى السَّرَائِرَ، وَرَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.

وَمَنْ تَلَفَّظَ بِكَلِمَةِ الكُفْرِ الصَّرِيحِ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُجَدِّدَ إِسْلَامَهُ وَتَوْبَتَهُ، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ وَالنَّدَمِ، وَإِذَا كَانَ مُتَزَوِّجًا وَتَلَفَّظَ بِكَلِمَةِ الكُفْرِ فُسِخَ العَقْدُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةِ التَّلَفُّظِ بِكَلِمَةِ الكُفْرِ صَارَ مُرْتَدًّا عَنِ الإِسْلَامِ، وَالمُرْتَدُّ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَحْتَهُ امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ.

فَإِذَا جَدَّدَ إِسْلَامَهُ بَعْدَ الكُفْرِ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُجَدِّدَ العَقْدَ عَلَى زَوْجَتِهِ، وَلَا تُحْسَبُ هَذِهِ مِنَ الطَّلَقَاتِ الثَّلَاثِ.

وَأَنَا أَنْصَحُ هَذَا الرَّجُلَ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنْ قُرَنَاءِ السُّوءِ، وَأَنْ يُكْثِرَ مِنْ مُجَالَسَةِ الصَّالِحِينَ، وَأَنْ يَحْضُرَ مَجَالِسَ العُلَمَاءِ وَالأَخْيَارِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ.

وَمَنْ جَالَسَ جَانَسَ، فَمَنْ جَالَسَ الصَّالِحِينَ صَارَ مِنْهُمْ، وَمَنْ جَالَسَ الأَشْرَارَ صَارَ مِنْهُمْ.

وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ صِفَاتٍ لِجَلِيسِ المَرْءِ، عِنْدَمَا سَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ: أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ؟

قَالَ: «مَنْ ذَكَّرَكُمُ اللهَ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي عَمَلِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَذَكَّرَكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ» رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ.

نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمْ حُسْنَ الخِتَامِ، لِأَنَّ الأُمُورَ بِخَوَاتِيمِهَا، أَلَا يَخَافُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ تَكُونَ نِهَايَةُ حَيَاتِهِ بَعْدَ الكُفْرِ مُبَاشَرَةً وَقَبْلَ التَّوْبَةِ، فَمَا هُوَ قَائِلٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
396 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام الردة والكفر

 السؤال :
 2019-08-08
 2346
تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً نَصْرَانِيَّةً بَعْدَ إِسْلَامِهَا، وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ ارْتَدَّتْ وَعَادَتْ إلى نَصْرَانِيَّتِهَا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيَّ؟
رقم الفتوى : 9873
 السؤال :
 2019-01-05
 22159
ما حكم قول القائل: صرعت ربنا، صرعت إلهنا؟
رقم الفتوى : 9352
 السؤال :
 2013-04-10
 11138
ما حكم الإنسان النصراني ـ إذا كان موحداً أو غير موحد ـ إذا مات ولم يؤمن بسيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 5799
 السؤال :
 2012-06-29
 24948
هل يجوز شرعاً قتل الراهب الذي يقول: عيسى ابن الله ـ والعياذُ باللهِ تعالى ـ؟
رقم الفتوى : 5318
 السؤال :
 2009-10-29
 1096
رجل عَقَدَ على فتاة، وقبل الدخول ارتدت عن الإسلام بسبب كفرها الصريح والعياذ بالله تعالى، فهل يجب على الزوج أن يجدِّد العقد عليها بسبب فسخ العقد لأنه ما تم الدخول بها، أم بمجرد توبتها إلى الله تعالى وتجديد إسلامها ترجع إلى عصمة زوجها؟
رقم الفتوى : 2451
 السؤال :
 2007-10-07
 91
هَلْ يَكْفُرُ المُسْلِمُ إِذَا أَنْكَرَ نُزُولَ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟
رقم الفتوى : 561

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5682
المقالات 3210
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422735612
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :