حكم من قال: صرعت ربنا

9352 - حكم من قال: صرعت ربنا

05-01-2019 22161 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم قول القائل: صرعت ربنا، صرعت إلهنا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9352
 2019-01-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْلَمَ عِلْمَ اليَقِينِ بِأَنَّ اللهَ تعالى هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ، الذي لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ في الأَرْضِ وَلَا في السَّمَاءِ، وَهُوَ الذي يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ، وَلَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَضُرَّ اللهَ تعالى، وَقَدْ جَاءَ هَذَا في صَرِيحِ الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالَاً، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

العَبْدُ المَخْذُولُ قَدْ يَتَكَلَّمُ بِكَلِمَاتٍ لَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ بِهِ شَيْئَاً، تَهْوِي بِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ، وَنَـسِيَ هَذَا العَبْدُ المَخْذُولُ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾.

وروى الإمام البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ».

ثالثاً: هُنَاكَ كَلَامٌ قَبِيحٌ تَتَنَاقَلُهُ الأَلْسُنُ، دُونَ أَنْ يَعِيَ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ وَقَعَ في مُخَالَفَاتٍ شَرْعِيَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِصِفَاتِ اللهِ تعالى، وَأَسْمَائِهِ، وَأَفْعَالِهِ، وَصِفَاتِهِ، مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مَا وَرَدَ في هَذَا السُّؤَالِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَإِذَا تَلَفَّظَ الإِنْسَانُ هَذِهِ الكَلِمَةَ أَو مِثْلَهَا، فَإِنِّي أَرَى أَنَّهُ قَدْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِسَخَطِ اللهِ تعالى، وَنَسَبَ النَّقْصَ للذَّاتِ الإِلَهِيَّةِ، فَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتُوبَ إلى اللهِ تعالى، وَأَنْ يُجَدِّدَ إِسْلَامَهُ، وَأَنْ يُجَدِّدَ العَقْدَ عَلَى زَوْجَتِهِ، وَأَنْ يُعَاهِدَ اللهَ تعالى أَنْ لَا يَعُودَ لِهَذَا اللَّفْظِ وَأَمْثَالِهِ، وَإِنْ لَمْ يَقْصِدْ كَلِمَةَ الكُفْرِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
22161 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام الردة والكفر

 السؤال :
 2019-08-08
 2351
تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً نَصْرَانِيَّةً بَعْدَ إِسْلَامِهَا، وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ ارْتَدَّتْ وَعَادَتْ إلى نَصْرَانِيَّتِهَا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيَّ؟
رقم الفتوى : 9873
 السؤال :
 2013-04-10
 11138
ما حكم الإنسان النصراني ـ إذا كان موحداً أو غير موحد ـ إذا مات ولم يؤمن بسيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 5799
 السؤال :
 2012-06-29
 24952
هل يجوز شرعاً قتل الراهب الذي يقول: عيسى ابن الله ـ والعياذُ باللهِ تعالى ـ؟
رقم الفتوى : 5318
 السؤال :
 2009-10-29
 1098
رجل عَقَدَ على فتاة، وقبل الدخول ارتدت عن الإسلام بسبب كفرها الصريح والعياذ بالله تعالى، فهل يجب على الزوج أن يجدِّد العقد عليها بسبب فسخ العقد لأنه ما تم الدخول بها، أم بمجرد توبتها إلى الله تعالى وتجديد إسلامها ترجع إلى عصمة زوجها؟
رقم الفتوى : 2451
 السؤال :
 2007-10-07
 93
هَلْ يَكْفُرُ المُسْلِمُ إِذَا أَنْكَرَ نُزُولَ سَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟
رقم الفتوى : 561
 السؤال :
 2007-09-25
 402
مَا الحُكْمُ فِيمَنْ يُجْرِي أَلْفَاظَ الكُفْرِ كَثِيرًا عَلَى لِسَانِهِ، وَهُوَ فِي قَلْبِهِ غَيْرُ مُعْتَقِدٍ بِمَا يَقُولُ، هَلْ يُعَدُّ كَافِرًا؟ أَمْ فِي حُكْمِ المُرْتَدِّ؟ أَمْ فَاسِقًا؟
رقم الفتوى : 512

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5682
المقالات 3210
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422770005
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :