طلبت الفراق لغياب زوجها

5282 - طلبت الفراق لغياب زوجها

17-06-2012 1521 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للمرأة أن تطلبَ الطلاقَ من زوجها إذا غاب عنها مدَّةً طويلةً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5282
 2012-06-17

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالمرأةُ التي يحقُّ لها أن تطلبَ التفريقَ بينها وبينَ زوجِها لا بدَّ أن تتحقَّقَ فيها الشروطُ التاليةُ:

أولاً: أن تكونَ غيبةُ الزوجِ ستةَ أشهرٍ وأكثر، لما روى البيهقيُّ عن ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما قال: (خرجَ عمرُ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهُ منَ الليلِ، فسمعَ امرأةً تقولُ:

تطاولَ هذا الليلُ واسْوَدَّ جانِبُهْ *** وأرَّقَنِي أنْ لا حَبيبَ ألاعِبُهْ

فواللهِ لولا اللهُ أنِّي أُراقِبُهْ *** لَحُرِّكَ من هذا السَّريرِ جَوانِبُهْ

 فقالَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه لحفصةَ بنتِ عمرَ رضيَ اللهُ عنها: كم أكثرُ ما تصبرُ المرأةُ عن زوجِها؟ فقالت: ستةَ أو أربعةَ أشهرٍ، فقال عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ: لا أحبسُ الجيشَ أكثرَ من هذا).

ثانياً: أن تخشى الزوجةُ على نفسِها الضَّررَ، والمقصودُ بذلكَ الفاحشة.

ثالثاً: أن تكونَ الغيبةُ لغيرِ عُذرٍ.

وبناء على ذلك:

فإذا غابَ الزوجُ عن زوجتهِ أكثرَ من ستَّةِ أشهرٍ، والزوجةُ راضيةٌ بذلك، فلا حرجَ في ذلك شرعاً، وإنْ لم تكنْ راضيةً، وطالبتْهُ بالحضورِ، فأبى، فلها أن ترفعَ أمرَها إلى القاضي ليفرق بينهما عند بعض الفقهاء، والبعض يشترط للتفريق أن لا تقل الغيبة عن سنة، وخاصة إذا كانت تخشى على نفسها من الوقوع في الفاحشة، وهو ما ذهب إليه قانون الأحوال الشخصية في سوريا.

ويجبُ على الزوجِ الذي يغيبُ عن زوجتِهِ بسببِ عَرَضٍ من أعراضِ الدُّنيا أن يعلمَ بأنَّ صلاحَ زوجَتِهِ وصلاحَ أولادِهِ أهمُّ من عمارةِ دُنياهُ، ولا يجوزُ أن يرجِّحَ الدنيا على حِسابِ صَلاحِهمْ، وخاصَّةً في هذا الزَّمنِ حيثُ انتشرتْ فيه وسائلُ الإفساد الكثرة، من أجهزةٍ إعلاميَّةٍ، ومواقعَ إباحيَّةٍ، والعياذُ باللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1521 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام الطلاق

 السؤال :
 2023-12-11
 207
إِذَا طُلِّقَتِ الزَّوْجَةُ مِنْ زَوْجِهَا فَهَلْ يُعْتَبَرُ هَذَا مِنَ القَضَاءِ المُبْرَمِ؟
رقم الفتوى : 12848
 السؤال :
 2022-10-10
 726
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ تَعِيشُ هِيَ وَزَوْجُهَا في دَوْلَةٍ أَوْرُبِّيَةٍ، وَأَرَادَ الزَّوْجُ الرُّجُوعَ إلى بَلَدِهِ مِنْ أَجْلِ سَلَامَةِ دِينِهِ وَدِينِ زَوْجَتِهِ وَأَوْلَادِهِ، فَرَفَضَتِ الزَّوْجَةُ العَوْدَةَ، وَتُرِيدُ طَلَاقَهُ وَفْقًا للأَحْكَامِ في تِلْكَ الدَّوْلَةِ الأَوْرُبِّيَةِ، وَتَأْخُذُ نِصْفَ مَالِهِ، فَمَا حُكْمُ هَذِهِ المَرْأَةِ؟
رقم الفتوى : 12230
 السؤال :
 2022-06-20
 987
إِذَا طَلَّقَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ طَلَاقًا بَائِنًا بَيْنُونَةً كُبْرَى، وَلَيْسَ لَهُ مَسْكَنٌ غَيْرُ الذي يَسْكُنُهُ، فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يَبْقَى في نَفْسِ المَسْكَنِ الذي فِيهِ مُطَلَّقَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12035
 السؤال :
 2022-06-07
 612
فَتَاةٌ تَزَوَّجَتْ مِنْ شَابٍّ صَاحِبِ دِينٍ وَخُلُقٍ، إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تُحِبَّهُ، وَتُرِيدُ الطَّلَاقَ، عِلْمًا أَنَّهُ لَمْ يَمْضِ عَلَى زَوَاجِهَا أَشْهُرٌ، فَمَا حُكْمُ الشَّرْعِ في ذَلِكَ؟
رقم الفتوى : 11987
 السؤال :
 2020-09-24
 2546
نَحْنُ نَعْلَمُ بِأَنَّ عَقْدَ الزَّوَاجِ لَا يَصِحُّ إِلَّا بِوُجُودِ الشُّهُودِ، فَهَلِ الطَّلَاقُ يَحْتَاجُ إلى وُجُودِ الشُّهُودِ؟
رقم الفتوى : 10665
 السؤال :
 2020-03-07
 4172
امْرَأَةٌ رَأَتْ زَوْجَهَا يَقْتَرِفُ جَرِيمَةَ الزِّنَا في بَيْتِهَا وَعَلَى فِرَاشِهَا، فَطَلَبَتْ مِنْهُ الطَّلَاقَ ،وَإِلَّا فَسَتَفْضَحُهُ وَطَلَّقَهَا، فَهَلْ يَقَعُ الطَّلَاقُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 10200

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413529743
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :