هل القرينة تسقط الجنين؟

5209 - هل القرينة تسقط الجنين؟

30-05-2012 35812 مشاهدة
 السؤال :
امرأة كلَّما حملت أسقطت حملها في الأشهر الأولى، فقيل لها: إنَّ هذا بسبب القرينة التي يقال عنها أمُّ الصبيان، فهل من علاج لهذه المرأة إذا حملت؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5209
 2012-05-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:  

أولاً: ما ثَبَتَ في الأحاديثِ الصحيحةِ حديثُ أمِّ الصِّبيانِ، إلا ما وَرَدَ في شعبِ الإيمان للبيهقي عن الحسين رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمْنَى، وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ اليُسْرَى، رُفِعَتْ عَنهُ أُمُّ الصَّبِيَّاتِ». وفي مسند أبي يعلى الموصلي عن الحسين رضي الله عنه، أنَّ النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ اليُمْنَى، وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ اليُسْرَى، لَمْ تَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبْيَانِ».

ثانياً: ما ثَبَتَ في القرآنِ العظيمِ ولا في الأحاديثِ الصحيحةِ عِلاجٌ لما يُسمَّى بِأُمِّ الصِّبيانِ، ولكن إسقاطُ الحملِ داءٌ، وما أنزلَ الله تعالى من داءٍ إلا وجَعَلَ لهُ دواءً، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّه قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً». وفي رواية الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رضيَ الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».

ثالثاً: أمَّا الأذانُ في أُذُنِ الطِّفلِ عندَ وِلادَتِهِ فهوَ سُنَّةٌ، كما جاء في سنن الترمذي وأبي داود عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاةِ). وفي رواية للبيهقي عن ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَذَّنَ في أُذُنِ الحَسَنِ بنِ عَليٍّ يَومَ وُلِدَ، فَأَذَّنَ في أُذُنِهِ اليُمنَى، وَأَقَامَ في أُذُنِهِ اليُسرَى).

وبناء على ذلك:

 فما يُصيبُ هذهِ المرأةَ من إسقاطِ حَملِها في الأشهرِ الأولى هوَ داءٌ ويحتاجُ إلى عِلاجٍ، ومن جملةِ العِلاجِ الرُّقيةُ المشروعةُ، لأنَّهُ من الدَّاءِ أن يَتسلَّطَ الجِنُّ على بني آدمَ، وخاصَّةً على ضِعافِ الإيمانِ والبعيدينَ عن شرعِ اللهِ تعالى، لأنَّ الشيطانَ ليسَ له سُلطانٌ على الذين آمنوا وعلى ربِّهم يتوكَّلون، كما قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُون}.

فَبِمقدارِ قُربِ العبدِ من ربِّهِ، واعتِصامِهِ بِجَنابِهِ العزيزِ، وطاعتِهِ لِربِّهِ عزَّ وجلَّ، بِمقدارِ ما يحفَظُهُ ربُّنا عزَّ وجلَّ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد والحاكم عن ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّه قال: «احْفَظْ اللهَ يَحْفَظْكَ».

وعلى هذهِ المرأةِ بعدَ العلاجِ المادِّيِّ أن تَرقي نفسَها بالرُّقيةِ الشَّرعيَّةِ، بعدَ الاستقامةِ على نَهجِ اللهِ تعالى، وأن تُلازِمَ قراءةَ أواخِرِ سورةِ البقرةِ، مع الآيات العشرِ الأولى من سورةِ الصَّافَّاتِ، والإخلاصِ والمُعَوِّذَتَينِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
35812 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 396
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 648
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 274
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 291
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 280
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 336
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3236
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424912190
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :