هل أفسخ العقد أم آخذ العربون؟

5359 - هل أفسخ العقد أم آخذ العربون؟

07-07-2012 37034 مشاهدة
 السؤال :
رجل اشترى بيتاً ودفع لي عربوناً، وبعد أيام طلب مني فسخ هذا البيع ويسامحني بالعربون، فهل يجوز هذا الفعل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5359
 2012-07-07

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: فقد وَرَدَ  عن سيِّدِنا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ نهى عن بيعِ العُربانِ، كما جاءَ في الحديثِ الشريفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: (نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ).

ثانياً: أخرج ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَقَالَ مُسْلِماً أَقَالَهُ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

ثالثاً: نصَّ الفقهاءُ على استحبابِ الإقالةِ، وهيَ رُجوعُ المتبايعَينِ بالتَّراضي بعدَ تمامِ العقدِ، بحيثُ يُرَدُّ كلُّ حقٍّ إلى صاحِبِهِ فيُرجِعُ المبيعُ إلى البائعِ الثَّمنَ إلى المشتري بدونِ زيادةٍ ولا نقصانٍ، لأنَّ مقتضى الإقالةِ ردُّ الأمرِ إلى ما كانَ عليهِ ورُجوعُ كلٍّ منهما إلى ما كانَ عليهِ.

وبناء على ذلك:

فبعدَ تمامِ العقدِ يكونُ العقدُ ملزِماً للطَّرفَينِ ما دامَ مُوافقاً للشَّرعِ، وَوَجَبَ على البائعِ تسليمُ المبيعِ وعلى المشتري تسليمُ الثَّمنِ، فإذا نَدِمَ أحدُهُما بعدَ العقدِ فالشَّرعُ رَغَّبَ بالإقالةِ، ومَن أَقَالَ صاحبَهُ أَقَالَ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ.

لذلكَ فأنتَ بالخيارِ فإما أن تُلزِمَهُ بدفعِ بقيَّةِ ثمنِ البيتِ أو أن تفسخَ العقدَ وتردَّ له ما أخذتَهُ منه كاملاً، ويرُدُّ لكَ البيتَ ولكَ في ذلكَ أجرٌ عظيمٌ، فإذا أقلتَهُ البيعَ ـ يعني البيتَ ـ فلا يحلُّ لكَ أن تأخذَ العربونَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
37034 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في المعاملات

 السؤال :
 2024-08-21
 139
رَجُلٌ أَقْرَضَ رَجُلًا آخَرَ مَبْلَغًا مِنَ المَالِ عَلَى أَنْ يَرُدَّهُ إِذَا مَا احْتَاجَهُ أَوْ طَلَبَهُ الأَوَّلُ، وَبَعْدَ مُدَّةٍ احْتَاجَ الأَوَّلُ لِلْمَبْلَغِ وَطَلَبَهُ مِنْ صَاحِبِهِ، لَكِنَّ صَاحِبَهُ لَمْ يَسْتَطِعْ تَأْمِينَ المَبْلَغِ إِلَّا عَنْ طَرِيقٍ قَرْضٍ رِبَوِيٍّ، فَهَلْ يَجُوزُ لِلْمُقْرِضِ اسْتِيفَاءُ دَيْنِهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ سَدَادَ قَرْضِهِ سَيَكُونُ مِنْ قَرْضٍ رِبَوِيٍّ؟ وَهَلْ عَلَيْهِ إِثْمٌ في حَالِ اسْتَوْفَى مِنْهُ عَلَى هَذِهِ الحَالِ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 638
مَا حُكْمُ الذي يَسْتَوْرِدُ بِضَاعَةً ـ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ ـ مِنَ الصِّينِ، وَيَكْتُبُ عَلَيْهَا صِنَاعَةُ دَوْلَةٍ أُخْرَى كَاليَابَانِ، أَو السُّوَيْدِ، أَو أَلَمَانْيَا، أو غَيْرِهَا مِنَ الدُّوَلِ، مَعَ العِلْمِ أَنَّهُ يَقُولُ للمُشْتَرِي: هَذِهِ بِضَاعَةٌ صِينِيَّةٌ؟ وَهَلْ يَجِبُ عَلَى مَنْ عَلِمَ بِذَلِكَ أَنْ يَنْصَحَ المُشْتَرِيَ؟
 السؤال :
 2023-02-02
 645
مَاتَ وَالِدِي رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وَعَلَيْهِ دُيُونٌ، وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا بَيْتًا، وَقِيمَةُ البَيْتِ إِذَا بِيعَ تُسَدِّدُ دُيُونَهُ، فَهَلْ يَجِبُ بَيْعُ البَيْتِ لِسَدَادِ دُيُونِهِ؟
 السؤال :
 2022-10-27
 991
مَا حُكْمُ بَيْعِ الذَّهَبِ القَدِيمِ بِجَدِيدٍ مَعَ دَفْعِ الفَرْقِ؟
 السؤال :
 2022-02-14
 571
أَنَا أَعْمَلُ أَجِيرًا عِنْدَ بَائِعِ الذَّهَبِ، وَلَكِنَّ صَاحِبِ المَحَلِّ يَبِيعُ الذَّهَبَ لِأَجَلٍ، فَهَلْ أَنَا شَرِيكٌ مَعَهُ في الإِثْمِ؟
 السؤال :
 2021-11-26
 726
مَا حُكْمُ الرَّجُلِ الذي يَسْتَدِينُ ثُمَّ يُمَاطِلُ في أَدَاءِ الدَّيْنِ، وَيَغْضَبُ إِنْ طُولِبَ، وَإِذَا جَاءَ لِسَدَادِ الدَّيْنِ أَحْرَجَ الدَّائِنَ في إِسْقَاطِ جُزْءٍ مِنْ حَقِّهِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5630
المقالات 3193
المكتبة الصوتية 4860
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 417811696
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :