الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
يقولُ اللهُ تعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا﴾.
وقد أفسدَ الجنُّ في الأرضِ وسَفَكَ بعضُهُم دماءَ بعضٍ، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء﴾.
فالآيةُ الكريمةُ تَدُلُّ على أنَّ الجنَّ كانَ فيهم رُسُلٌ قبلَ خَلْقِ سيِّدِنا آدم عليه السَّلامُ، يقُصُّونَ عليهم آياتِ الله ويُنذِرونَهُم لقاءَ يومِ القيامةِ وأهوالِهِ، ولمَّا خَلَقَ اللهُ تعالى سيِّدَنا آدم عليه السَّلامُ خَصَّهُ بالرِّسالةِ وخصَّ ممَّن اصطفاهُمُ اللهُ تعالى من ذُرِّيَّتِهِ، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ واللهُ سَمِيعٌ عَلِيم﴾.
وبناء على ذلك:
فَمَعرِفةُ إبليسَ بِوُجودِ يومِ القيامةِ كانَت من خلالِ الرُّسُلِ الذينَ أرسَلَهُمُ اللهُ تعالى إلى عالَمِ الجنِّ قبلَ خَلْقِ سيِّدِنا آدم عليه السَّلامُ، لأنَّ اللهَ تعالى كانَ يُرسِلُ إليهمُ الرُّسُلَ، وبعدَ خَلْقِ سيِّدِنا آدم عليه السَّلامُ صارَ الرُّسُلُ من ذُرِّيَّتِهِ لعالَمِ الإنسِ والجنِّ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |