الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقولُ اللهُ تباركَ وتعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾. وروى ابن ماجه عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ». وروى أبو داوود عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ اتِّبَاعِهِ عُذْرٌ ـ قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ ـ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّى».
وقد ثَبَتَ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَأُذِّنَ، فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» رواه الإمام البخاري عَن الْأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
وبناء على ذلك:
فلا حَرَجَ من امتِثالِ أمرِ والِدَيكَ بعَدَمِ ذهابِكَ إلى المسجدِ لصلاةِ الجماعةِ، وخاصَّةً صلاةُ الفجرِ بسببِ الخوفِ عليكَ من القتلِ أو الإيذاءِ ـ لا قدَّرَ اللهُ تعالى ـ وصلِّ في البيتِ مع والِدَيكَ وإخوَتِكَ صلاةَ الجماعةِ، ويُكتبُ لك الأجرُ كاملاً إن شاءَ اللهُ تعالى بسببِ هذهِ الظُّروفِ القاسيَةِ.
أسألُ اللهَ تعالى أن يُفرِّجَ الكربَ عن الأمَّةِ، ويكشفَ عنها الغُمَّةَ عاجلاً غيرَ آجلٍ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
