الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: روى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَحِمَ اللهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعاً» حديثٌ حَسَنٌ.
وروى أبو يعلى عن أُم حَبيبة رَضِيَ اللهُ عنها، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَن حَافَظَ على أربَعِ رَكعاتٍ قبلَ العَصرِ بَنَى اللهُ عزَّ وجلَّ لَهُ بَيتَاً في الجَنَّةِ» حَسَنٌ شواهِدُهُ.
وروى الطبراني في الكبير عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ حَرَّمَ اللهُ بَدَنَهُ عَلَى النَّارِ».
وهناكَ أحاديثُ تدُلُّ على أنَّ النَّارَ لا تَمَسُّ من صلَّى قبلَ العصرِ أربعاً.
ثانياً: روى الإمام أحمد عن أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأَرْبَعاً بَعْدَهَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ».
وبناء على ذلك:
فمن السُّنَّةِ غيرِ المُؤَكَّدَةِ أن يُحافِظَ المُسلِمُ على صَلاةِ سُنَّةِ العَصرِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ، وسُنَّةِ الظُّهرِ البعدِيَّةِ أَربَعَ رَكَعَاتٍ، وهُوَ إن شَاءَ اللهُ تعالى يَندَرِجُ بذلكَ تحتَ قولِهِ تعالى في الحديث القدسيِّ: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |