الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد أخرج الحاكم والنسائي وابن ماجه عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى فِرَاشَهُ وَهُوَ يَنْوِي أَنْ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ مِن اللَّيْلِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ حَتَّى يُصْبِحَ، كُتِبَ لَهُ مَا نَوَى، وَكَانَ نَوْمُهُ صَدَقَةً عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ».
وقد صَرَّحَ الفُقَهاءُ بأنَّهُ يُندَبُ للعَبدِ أن يَنوِيَ فِعلَ الطَّاعاتِ والتي من جُملَتِها صَلاةُ التَّهَجُّدِ، وأن يأخُذَ بالأسبابِ لِفِعلِ تِلكَ الطَّاعاتِ، فإن غُلِبَ على أمرِهِ كُتِبَ له ما نَوَى بِفَضلِ الله عزَّ وجلَّ عَلَيهِ.
وبناء على ذلك:
فما دُمتَ نَوَيتَ القِيامَ لِصَلاةِ التَّهَجُّدِ، وأخَذتَ بالأسبابِ، ثمَّ غَلَبَكَ النَّومُ فإنَّهُ يُكتَبُ لكَ ما نَوَيتَ إن شاءَ اللهُ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |