تكسير سيدنا إبراهيم عليه السلام الأصنام

6155 - تكسير سيدنا إبراهيم عليه السلام الأصنام

13-02-2014 18921 مشاهدة
 السؤال :
عندما كسر سيدنا إبراهيم عليه السلام الأصنام هل كان نبياً رسولاً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6155
 2014-02-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقولُ اللهُ تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِين﴾. فقد كانَ سَيِّدُنا إبراهيمُ عَلَيهِ السَّلامُ سابِقاً لأوانِهِ مُنذُ أن كانَ صَغيراً، وكانَ مُؤَهَّلاً للرِّسالَةِ مُنذُ صِغَرِهِ، وقد أنارَ اللهُ تعالى بَصيرَتَهُ وهَداهُ إلى الرُّشدِ، وعَلِمَ أنَّ الأصنامَ لا تَنفَعُ ولا تَضُرُّ، كما لا تَسمَعُ ولا تُبصِرُ، ولا تُجيبُ أيَّ نِداءٍ، لِذا أنكَرَ على قَومِهِ عِبادَةَ الأصنامِ قَبلَ نُبُوَّتِهِ ورِسالَتِهِ، فقال تعالى عنهُ: ﴿إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُون * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِين * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِين * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاعِبِين * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِين﴾.

فقد آتاهُ اللهُ رُشدَهُ من الصِّغَرِ، فكانَ قَوِيَّ العَزيمَةِ، ثاقِبَ النَّظَرِ، يُجادِلُ قَومَهُ بالتي هيَ أحسَنُ، ويُقيمُ الحُجَّةَ عَلَيهِم بالبُرهانِ الذي أيَّدَهُ اللهُ تعالى به، حتَّى عُرِفَ عَلَيهِ السَّلامُ بِرَأيِهِ الصَّائِبِ، وفِكرِهِ الثَّاقِبِ.

والمَقصودُ من قَولِهِ تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ﴾ أي: قَبلَ بُلوغِهِ، وقِولِهِ تعالى ﴿وَكُنَّا بِه عَالِمِين﴾ أي: كانَ أهلاً لِذلكَ.

وعِندَما كَسَّرَ الأصنامَ التي كانَت تُعبَدُ من دونِ الله، كانَ شابَّاً صَغيرَ السِّنِّ، حِينَ آتاهُ اللهُ الرُّشدَ، وأيَّدَهُ بالحِكمَةِ.

وبناء على ذلك:

فَعِندَما حَطَّمَ الأصنامَ كانَ عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ في سِنِّ الفُتُوَّةِ وقَبلَ الرِّسالَةِ، وكانَ ذلكَ بإلهامٍ من الله تعالى لا بِوَحْيٍ، قال تعالى مُخبِراً عن قَومِهِ: ﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيم﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
18921 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-04-19
 7
جَمْعِيَّةٌ أُسِّسَتْ لِتَعْلِيمِ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، وَكَفَالَةِ اليَتِيمِ، وَإِطْعَامِ الفَقِيرِ، فَهَلْ يَجُوزُ لِأَفْرَادِ هَذِهِ الجَمْعِيَّةِ تَوَارُثُ مُمْتَلَكَاتِ الجَمْعِيَّةِ، الَّتِي بُنِيَتْ، وَجُمِعَ لَهَا المَالُ لِإِعَانَةِ الفُقَرَاءِ؟ هذا أَوَّلًا. ثَانِيًا: هَلْ يُبَاحُ لِلْقَائِمِينَ عَلَى هَذِهِ الجَمْعِيَّةِ أَخْذُ نِسْبَةٍ مِنَ المَالِ لَهُمْ؟ ثَالِثًا: إِذَا بَنَتِ الجَمْعِيَّةُ مَدَارِسَ لِلْفُقَرَاءِ، هَلْ مِنْ حَقِّ الجَمْعِيَّةِ أَنْ تَفْرِضَ أَقْسَاطًا عَلَى الطُّلَّابِ أَكْثَرَ مِنَ النَّفَقَاتِ الَّتِي تُصْرَفُ عَلَيْهِمْ؟ رَابِعًا: مَا مَصِيرُ الأَمْوَالِ الفَائِضَةِ وَالزَّائِدَةِ عِنْدَ الجَمْعِيَّةِ بَعْدَ أَدَاءِ النَّفَقَاتِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَى الجَمْعِيَّةِ؟
رقم الفتوى : 13589
 السؤال :
 2025-04-10
 332
مَا وَاجِبُنَا نَحْوَ إِخْوَانِنَا فِي فِلَسْطِينَ، وَخَاصَّةً فِي غَزَّةَ؟
رقم الفتوى : 13560
 السؤال :
 2025-04-10
 123
لَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ كَثِيرًا عَنِ الأَوْلِيَاءِ، وَلَكِنِ اليَوْمَ نَكَادُ لَا نَرَى وَلِيًّا، فَهَلْ قَلَّ عَدَدُ الأَوْلِيَاءِ للهِ تَعَالَى فِي هَذَا الزَّمَانِ؟
رقم الفتوى : 13559
 السؤال :
 2025-03-23
 305
مَا صِحَّةُ مَا يَنْتَشِرُ مِنْ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُقَدِّمَ هَدِيَّةً لِزَوْجَتِهِ يَوْمَ عِيدِ الفِطْرِ، لِقَاءَ تَعَبِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيُسَمَّى هَذَا الحَقُّ حَقَّ المِلْحِ؟
رقم الفتوى : 13540
 السؤال :
 2025-03-21
 120
هُنَاكَ بَعْضُ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ قِيلَتْ فِي حَقِّ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ الكُبْرَى رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، يَقُولُ فِيهَا الشَّاعِرُ: قِفْ بِالحَجُونِ سُوَيْعَةً يَا حَادِي؛ فَهَلْ بِالإِمْكَانِ مَعْرِفَتُهَا، وَمَعْرِفَةُ قَائِلِهَا؟
رقم الفتوى : 13534
 السؤال :
 2025-03-17
 213
مَا هِيَ أَفْضَلُ صِيغَةٍ نُصَلِّي بِها عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 13527

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5679
المقالات 3209
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422620864
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :