خلق الله عز وجل المعاقين

6181 - خلق الله عز وجل المعاقين

01-03-2014 15832 مشاهدة
 السؤال :
ما هي الحكمة من خلق المعاقين، وربنا عز وجل أرحم الراحمين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6181
 2014-03-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: عَقيدَةُ الإنسانِ المُؤمِنِ بأنَّهُ ما من مَخلوقٍ خَلَقَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلا لِحِكمَةٍ، لأنَّ رَبَّنا عزَّ وجلَّ مُنَزَّهٌ عن العَبَثِ، قال تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً﴾. كما أنَّهٌ مُنَزَّهٌ عن الظُلمِ، قال تعالى: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِّلْعَبِيد﴾.

ثانياً: يَجِبُ على العَبدِ أن لا يَقْصُرَ نَظَرَهُ على الدُّنيا فَقَط، بل لا بُدَّ من رَبْطِ الحَياةِ الدُّنيا بالآخِرَةِ، وأن يَعلَمَ بأنَّ اللهَ تعالى رَتَّبَ أجراً عَظيماً لأصحابِ الابتِلاءاتِ إذا كانوا مُؤمِنينَ مُحتَسِبينَ.

ثالثاً: جَعَلَ اللهُ تعالى العِبادَ مُتَفَاوِتينَ، اختِباراً وابتِلاءً لَهُم، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً﴾. فإذا ما رَأَيتَ مُبتَلىً فهل تَشكُرُ اللهَ تعالى على ما أولاكَ به من نِعَمٍ، وَتَرحَمُ أصحابَ الابتِلاءِ وتُعينُهُم؟ أم تَتَجَاهَلُ ذلكَ؟

وبناء على ذلك:

فاللهُ تعالى ما خَلَقَ خَلْقاً إلا لِحِكمَةٍ، عَرَفَ هذا من عَرَفَ، وجَهِلَهُ من جَهِلَهُ، فإذا ما رَأَيتَ مُعاقاً فاشكُرِ الله تعالى على نِعمَةِ العَافِيَةِ، واحذَرْ مَعصِيَةَ الله تعالى، فاللهُ تعالى قادِرٌ على أن يَسلُبَ النِّعمَةَ منكَ ـ لا قَدَّرَ اللهُ ـ ويَجعَلَكَ مِثلَهُ.

والمُعافى لا يَعلَمُ ما هوَ أجْرُ المُصابِ بِعاهَةٍ إذا كانَ مُؤمِناً مُحتَسِباً، وبِدَايَةً ونِهَايَةً: ﴿لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
15832 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-04-10
 258
مَا وَاجِبُنَا نَحْوَ إِخْوَانِنَا فِي فِلَسْطِينَ، وَخَاصَّةً فِي غَزَّةَ؟
رقم الفتوى : 13560
 السؤال :
 2025-04-10
 106
لَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ كَثِيرًا عَنِ الأَوْلِيَاءِ، وَلَكِنِ اليَوْمَ نَكَادُ لَا نَرَى وَلِيًّا، فَهَلْ قَلَّ عَدَدُ الأَوْلِيَاءِ للهِ تَعَالَى فِي هَذَا الزَّمَانِ؟
رقم الفتوى : 13559
 السؤال :
 2025-03-23
 287
مَا صِحَّةُ مَا يَنْتَشِرُ مِنْ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُقَدِّمَ هَدِيَّةً لِزَوْجَتِهِ يَوْمَ عِيدِ الفِطْرِ، لِقَاءَ تَعَبِهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيُسَمَّى هَذَا الحَقُّ حَقَّ المِلْحِ؟
رقم الفتوى : 13540
 السؤال :
 2025-03-21
 108
هُنَاكَ بَعْضُ أَبْيَاتٍ مِنَ الشِّعْرِ قِيلَتْ فِي حَقِّ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ الكُبْرَى رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، يَقُولُ فِيهَا الشَّاعِرُ: قِفْ بِالحَجُونِ سُوَيْعَةً يَا حَادِي؛ فَهَلْ بِالإِمْكَانِ مَعْرِفَتُهَا، وَمَعْرِفَةُ قَائِلِهَا؟
رقم الفتوى : 13534
 السؤال :
 2025-03-17
 206
مَا هِيَ أَفْضَلُ صِيغَةٍ نُصَلِّي بِها عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
رقم الفتوى : 13527
 السؤال :
 2025-03-12
 36
مَا السَّبِيلُ لِلِاسْتِقَامَةِ عَلَى شَرْعِ اللهِ تَعَالَى، وَخَاصَّةً لِإِنْسَانٍ لَهُ قُرَنَاءُ سُوءٍ؟
رقم الفتوى : 13517

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5677
المقالات 3209
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 422573271
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :