الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَعَمَلُكَ في المُؤَسَّسَةِ هوَ نَوعٌ من أنواعِ العُقودِ، ورَبُّنا عزَّ وجلَّ يَقولُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾. ويَقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ ما وَافَقَ الحَقَّ» رواه الحاكم عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها.
وبناء على ذلك:
فإذا كانَت صَلاتُكَ وتِلاوَتُكَ للقُرآنِ العَظيمِ أثناءَ الدَّوامِ على حِسابِ عَمَلِكَ المُوكَلِ إلَيكَ فهذا لا يَجوزُ، ويَحرُمُ عَلَيكَ، لأنَّكَ ما وَفَّيتَ بالعَقْدِ، إلا إذا كانَ الذي تَعمَلُ عِندَهُ قد أَذِنَ لكَ بذلكَ، أو كانَ ذلكَ في أوقاتِ فَرَاغِكَ.
هذا فيما يَتَعَلَّقُ بالنَّوافِلِ؛ أمَّا بالنِّسبَةِ لِصَلاةِ الفَريضَةِ فلا بُدَّ من أدائِها أثناءَ العَمَلِ إذا كانَ وَقْتُ الصَّلاةِ يَنتَهي وأنتَ لا تَزالُ في العَمَلِ. هذا، والله تعالى أعلم.
