الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: روى عن أبي سَعيدٍ الخُدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «إنَّ مَن قَرَأَ سُورَةَ الكَهفِ يَومَ الجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ من النُّورِ مَا بَينَ الجُمُعَتَينِ».
وروى الدارمي والبيهقي عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ مَوقوفاً قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ.
وروى أبو بكر بن مردويه في تَفسيرِهِ بِإِسنادٍ لا بَأسَ به، عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قال: قال رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَن قَرَأَ سُورَةَ الكَهفِ في يَومِ الجُمُعَةِ سَطَعَ له نُورٌ من تَحتِ قَدَمِهِ إلى عَنانِ السَّماءِ يُضيءُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ، وغُفِرَ لَهُ ما بَينَ الجُمُعَتَينِ».
ثانياً: نَصَّ الفُقَهاءُ على أنَّ اليَومَ يَكونُ بِطُلوعِ الفَجرِ الصَّادِقِ إلى غُروبِ الشَّمسِ، فَيَومُ الجُمُعَةِ يَشمَلُ ما قَبلَ صَلاةِ الجُمُعَةِ وما بَعدَها.
وبناء على ذلك:
فَقِرَاءَةُ سُورَةِ الكَهفِ لَيسَت مُتَعَلِّقَةً بِصَلاةِ الجُمُعَةِ كما قد يَفهَمُ البَعضُ، فمن قَرَأَها قَبلَ صَلاةِ الجُمُعَةِ أو بَعدَها فقد أتى بالسُّنَّةِ إن شاءَ اللهُ تعالى، ونَالَ أجرَ تِلاوَتِها يَومَ الجُمُعَةِ.
ولكن يَجِبُ التَّنَبُّهُ إلى أنَّ قِرَاءَتَها تَكونُ قَبلَ غُروبِ شَمسِ يَومِ الجُمُعَةِ.
كما أنَّهُ تُستَحَبُّ قِرَاءَتُها لَيلَةَ الجُمُعَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.