الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنَّ طَلَبَ رُؤيَةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيسَ مَطلوباً منَّا شَرعاً، بل المَطلوبُ منَّا شَرعاً الاقتِداءُ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ والتَّخَلُّقُ بأخلاقِهِ الشَّريفَةِ.
ولم يَرِد في الأحادِيثِ الشَّريفَةِ عن سَبيلِ رُؤيَةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وبناء على ذلك:
فلا تَشغَلْ نَفسَكَ بالرُّؤى والأحلامِ، ولكن اشغَلْ نَفسَكَ بالاقتِداءِ بِسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وكَثرَةِ الصَّلاةِ والسَّلامِ عَلَيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بأيِّ صِيغَةٍ كانَت، وإن كانَتِ صِيغَةُ الصَّلَواتِ الإبراهِيمِيَّةِ هيَ الأَولَى، وسَلِ اللهَ تعالى أن يُكرِمَكَ ويُكرِمَنا بِرُؤيَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَناماً وصِدْقاً، لِنَنَالَ شَرَفَ البِشَارَةِ بِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي الْيَقَظَةِ، وَلَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي» رواه الإمام البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
