الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾. يَعنِي: هُمُ الأَنبِيَاءُ والمُرسَلُونَ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وأَصحَابُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ﴾. هؤلاءِ السَّابِقُونَ هُمُ المُقَرَّبُونَ عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
ويَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ﴾. يَعنِي: هُم أَصحَابُ المَيمَنَةِ الذينَ يَأخُذُونَ كُتُبَهُم بِأَيمَانِهِم، ويُؤخَذُ بِهِم ذَاتَ اليَمِينِ، وهُمُ الذينَ كَانُوا على يَمِينِ سَيِّدِنَا آدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ عِندَمَا رَآهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيلَةَ الإسرَاءِ والمِعرَاجِ.
وبناء على ذلك:
فالسَّابِقُونَ هُمُ الذينَ نَالُوا الحُظْوَةَ عِندَ اللهِ تعالى في الجَنَّةِ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ، ويَتَمَتَّعُونَ بِمَا لا عَينٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ، من الأَنبِيَاءِ والمُرسَلِينَ والمُهَاجِرِينَ والأَنصَارِ والذينَ اتَّبَعُوهُم بِإحسَانٍ، وكُلِّ سَابِقٍ بالخَيرَاتِ. اللَّهُمَّ اجعَلنَا مِنهُم.
أمَّا أَصحَابُ اليَمِينِ، فَهُمُ الذينَ يَأخُذُونَ صَحَائِفَهُم بِأَيمَانِهِم. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |