مفارقة المأموم إمامه

6508 - مفارقة المأموم إمامه

12-09-2014 30877 مشاهدة
 السؤال :
اقتديت برجل في صلاة العصر، فأطال فيها إطالة غير طبيعية، حيث بقي واقفاً في الركعة الأولى قدر خمس دقائق، فنويت مفارقته، وتابعت صلاتي لوحدي، فهل صلاتي صحيحة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6508
 2014-09-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذَهَبَ جُمهُورُ الفُقَهَاءِ إلى عَدَمِ جَوَازِ مُفَارَقَةِ المُقتَدِي إِمَامَهُ بِدُونِ عُذْرٍ، فلا يَنتَقِلُ من جَمَاعَةٍ إلى الانفِرَادِ، لأنَّ المَأمُومِيَّةَ تَلْزَمُ بالشُّرُوعِ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ. فإذا انتَقَلَ المَأمُومُ من الجَمَاعَةِ إلى الانفِرَادِ بِدُونِ عُذْرٍ بَطَلَت صَلاتُهُ، إلا عِندَ الشَّافِعِيَّةِ صَحَّت صَلاتُهُ مَعَ كَرَاهَةِ المُفَارَقَةِ. هذا أولاً.

ثانياً: أمَّا إذا فَارَقَ المَأمُومُ إِمَامَهُ بِعُذْرٍ صَحَّت صَلاتُهُ عِندَ جُمهُورِ الفُقَهَاءِ، ما عَدَا الحَنَفِيَّةِ.

واستَدَلَّ الجُمهُورُ على صِحَّةِ المُفَارَقَةِ والانتِقَالِ من الجَمَاعَةِ إلى الانفِرَادِ بِحَدِيثِ جَابِرِ بنِ عَبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَأْتِي فَيَؤُمُّ قَوْمَهُ، فَصَلَّى لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ أَتَى قَوْمَهُ فَأَمَّهُمْ، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَانْحَرَفَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى وَحْدَهُ وَانْصَرَفَ.

فَقَالُوا لَهُ: أَنَافَقْتَ يَا فُلَانُ؟

قَالَ: لَا واللهِ، وَلَآتِيَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَلَأُخْبِرَنَّهُ.

فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَصْحَابُ نَوَاضِحَ، نَعْمَلُ بِالنَّهَارِ، وَإِنَّ مُعَاذاً صَلَّى مَعَكَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ أَتَى فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ.

فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُعَاذٍ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟! اِقْرَأْ بِكَذَا وَاقْرَأْ بِكَذَا» رواه الإمام مسلم.

وبناء على ذلك:

فإذا نَوَيتَ بِقَلبِكَ مُفَارَقَةَ الإمَامِ لهذا العُذْرِ، فَصَلاتُكَ صَحِيحَةٌ عِندَ جُمهُورِ الفُقَهَاءِ، خِلافَاً للحَنَفِيَّةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
30877 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  صلاة الجماعة

 السؤال :
 2019-11-13
 3471
مَا حُكْمُ الصَّلَاةِ خَلْفَ إِمَامٍ، وَالنَّاسُ لَهُ كَارِهُونَ، وَهُوَ يَعْلَمُ ذَلِكَ؟
رقم الفتوى : 10029
 السؤال :
 2019-07-16
 1193
مَا حُكْمُ الجَهْرِ بِالتِّلَاوَةِ في الصَّلَاةِ الجَهْرِيَّةِ، والإِسْرَارُ فِيهَا في الصَّلَاةِ السِّرِّيَّةِ إِذَا كَانَ المُصَلِّي إِمَامَاً؟
رقم الفتوى : 9825
 السؤال :
 2018-10-15
 783
هل يصح للمرأة أن تؤم في صلاة الفريضة جمعاً من النساء؟
رقم الفتوى : 9223
 السؤال :
 2018-08-30
 8778
إذا اقتدى إنسان بإمام وكان متقدماً عليه، يصلي أمامه، فهل تصح صلاته؟
رقم الفتوى : 9125
 السؤال :
 2018-04-04
 3353
هل تصح صلاة النافلة جماعة؟
رقم الفتوى : 8799
 السؤال :
 2018-03-07
 2814
مؤذن يصلي خلف الإمام، وعند القعود الأخير، حصل ضجيج في الإذاعة، فسلم المقتدي قبل أن يسلم الإمام من أجل إطفاء الإذاعة، فما حكم صلاته؟
رقم الفتوى : 8730

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3162
المكتبة الصوتية 4798
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414422127
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :