الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
روى الشيخان عن أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ».
وثُوَيبَةُ هيَ مَولاةٌ لأَبِي لَهَبٍ، كما جاءَ في صَحِيحِ الإمامِ البخاري قَالَ عُرْوَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وثُوَيْبَةُ مَوْلَاةٌ لِأَبِي لَهَبٍ، كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا، فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ ـ أي: بِشَرِّ حَالَةٍ ـ
قَالَ لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ.
قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ.
ومن المَعلُومِ بالاتِّفَاقِ أنَّ السَّيِّدَةَ حَلِيمَةَ السَّعدِيَّةَ هيَ مُرضِعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وبناء على ذلك:
فَمُرضِعَاتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ اثنَتَانِ؛ الأُولَى: ثُوَيْبَةُ مَوْلَاةُ أَبِي لَهَبٍ، ثمَّ حَلِيمَةُ السَّعدِيَّةُ رَضِيَ اللهُ عَنها. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |