{وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ}

6826 - {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ}

23-03-2015 3166 مشاهدة
 السؤال :
: يقول الله تعالى في سورة الحجر: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ}. ويقول في سورة الإسراء: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابَاً شَدِيدَاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورَاً}. هل ينطبق هذا الوعيد علينا في هذهِ الأزمة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6826
 2015-03-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَولُ اللهِ تعالى في سورة الحجر: ﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ﴾. يَعنِي: أَنَّهُ مَا أَهلَكَ قَريَةً إلا بَعدَ قِيَامِ الحُجَّةِ عَلَيهَا وانْتِهَاءِ أَجَلِهَا، وأَنَّهُ لا يُؤَخِّرُ أُمَّةً حَانَ هَلاكُهَا عن مِيقَاتِهَا، ولا يَتَقَدَّمُونَ عن مُدَّتِهِم، وهذا تَنبِيهٌ لأَهْلِ مَكَّةَ، وإِرشَادٌ لَهُم إلى الإِقلاعِ عَمَّا هُم فِيهِ من الشِّرْكِ والعِنَادِ والإِلحَادِ، الذي يَسْتَحِقُّونَ بِهِ الهَلاكَ.

أمَّا قَولُهُ تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابَاً شَدِيدَاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورَاً﴾. فَيَقُولُ عِنْدَهَا ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: هذا إخْبَارٌ من اللهِ عزَّ وجلَّ بِأَنَّهُ قد حَتَمَ وَقَضَى بِمَا قَد كَتَبَهُ عِنْدَهُ في اللَّوْحِ المَحْفُوظِ: أَنَّهُ مَا مِن قَريَةٍ إلا سَيُهْلِكُهَا، بِأَنْ يُبِيدَ أَهْلَهَا جَمِيعَهُم أو يُعَذِّبَهُم ﴿عَذَابَاً شَدِيدَاً﴾. إِمَّا بِقَتْلٍ أو ابْتِلاءٍ بِمَا يَشَاءُ، وَإِنَّمَا يَكُونُ ذلكَ بِسَبَبِ ذُنُوبِهِم وَخَطَايَاهُم، كَمَا قَالَ عنِ الأُمَمِ المَاضِيةَ: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾. وقال تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابَاً شَدِيدَاً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابَاً نُكْرَاً * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرَاً﴾.

وبناء على ذلك:

فَهَاتَانِ الآيَتَانِ إِنذَارٌ من اللهِ تعالى لِعِبَادِهِ، بِأَنَّهُ تَبَارَكَ وتعالى لا يُهْلِكُ قَريَةً إلا بَعدَ قِيَامِ الحُجَّةِ عَلَيهِم، وظُلْمِهِم لأَنفُسِهِم بارْتِكَابِ المُخَالَفَاتِ الَّرعِيَّةِ.

ونَرجُو اللهَ تعالى أن لا يَنطَبِقَ هذا عَلَينَا في هذهِ الأَزمَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3166 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2025-05-07
 137
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَّا أَسْبَغَ عَلَيْهِ نِعَمًا لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، حَتَّى وَلَو كَانَ كَافِرًا، فَإِذَا كَانَ هَذَا الكَلَامُ صَحِيحًا فَكَيْفَ نَفْهَمُ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الفَاتِحَةِ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾؟ هَلْ مِنَ المَعْقُولِ أَنْ نَطْلُبَ مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَنَا طَرِيقَ الكُفَّارِ؟
رقم الفتوى : 13617
 السؤال :
 2024-08-01
 1125
مَا تَفْسِيرُ الآيَتَيْنِ الكَرِيمَتَيْنِ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾؟
رقم الفتوى : 13237
 السؤال :
 2024-07-25
 538
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾؟
رقم الفتوى : 13230
 السؤال :
 2024-07-25
 757
مَا دَامَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَتَحَ بَابَ التَّوْبَةِ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ، فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَا، وَبَيْنَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13229
 السؤال :
 2024-07-25
 500
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13228
 السؤال :
 2023-08-07
 672
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3235
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424747841
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :