الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَد روى البزار عَن عَبْدِ اللِه رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ قَالَ: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُم تُحَدِّثُونَ وَنُحَدِّثُ لَكُم، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُم تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُم، فَمَا رَأَيْتُ من خَيْرٍ حَمَدْتُ اللهَ عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ من شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللهَ لَكُم».
وروى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ: «إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ».
وبناء على ذلك:
فَأَعْمَالُ أُمَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تُعْرَضُ عَلَيْهِ وَهُوَ في رَوْضِهِ الشَّرِيفِ، لأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ حَيٌّ في قَبْرِهِ.
وَلَمْ يَرِدْ في الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ الأَيَّامَ التي تُعْرَضُ فِيهَا الأَعْمَالُ عَلَيْهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ. هذا، واللهُ تعالى أعلم.