﴿مَكَانَاً شَرْقِيَّاً﴾

7104 - ﴿مَكَانَاً شَرْقِيَّاً﴾

04-12-2015 2721 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى في حق السيدة مريم عليها السلام: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانَاً شَرْقِيَّاً﴾ لماذا اتخذت هذا المكان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7104
 2015-12-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَوْلُهُ تعالى: ﴿إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانَاً شَرْقِيَّاً﴾. يَعْنِي ابْتَعَدَتْ عَنْهُم، لِأَنَّ أُنسَهَا كَانَ بِرَبِّهَا عزَّ وجلَّ، لا بِأَهْلِهَا، فَتَرَكَتْ أَحَبَّ وَأَقْرَبَ النَّاسِ إِلَيْهَا وَذَهَبَتْ إلى ذَلِكَ المَكَانِ لِتَتَفَرَّغَ للعِبَادَةِ.

واخْتَارَتِ الجِهَةَ الشَّرْقِيَّةَ من بَيْتِ المَقْدِسِ بالذَّاتِ دُونَ غَيْرِهَا من الجِهَاتِ، لِأَنَّهُم كَانُوا يَتَفَاءَلُونَ بِشُرُوقِ الشَّمْسِ، لِأَنَّهَا سِمَةُ النُّورِ المَادِّيِّ الذي يَسِيرُ النَّاسُ على هُدَاهُ فلا يَتَعَثَّرُونَ.

وَلِلإِنْسَانِ في سَيْرِهِ نُورَانِ، نُورٌ مَادِّيٌّ من الشَّمْسِ أَو القَمَرِ أَو النُّجُومِ أو المَصَابِيحِ، وَهُوَ النُّورُ الذي يُظْهِرُ لَهُ الأَشْيَاءَ من حَوْلِهِ، فلا يَصْطَدِمُ بِمَا هُوَ أَقْوَى مِنْهُ، وَكَذَلِكَ لَهُ نُورٌ من مَنْهَجِ اللهِ تعالى يَهْدِيهِ إلى مَسَائِلِ القِيَمِ والأَخْلاقِ، حَتَّى لا يَتَخَبَّطَ تَائِهَاً بَيْنَ دُرُوبِهَا.

وبناء على ذلك:

فَقَد اخْتَارَتِ السَّيِّدَةُ مَرْيَمُ عَلَيْهَا السَّلامُ المَكَانَ الشَّرْقِيَّ من بَيْتِ المَقْدِسِ تَفَاؤُلاً بِشُرُوقِ الشَّمْسِ، وَطَمَعَاً في نَيْلِ النُّورِ المَعْنَوِيِّ مَعَ النُّورِ الحِسِّيِّ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2721 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  التفسير وعلوم القرآن

 السؤال :
 2025-05-07
 156
مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَّا أَسْبَغَ عَلَيْهِ نِعَمًا لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، حَتَّى وَلَو كَانَ كَافِرًا، فَإِذَا كَانَ هَذَا الكَلَامُ صَحِيحًا فَكَيْفَ نَفْهَمُ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الفَاتِحَةِ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾؟ هَلْ مِنَ المَعْقُولِ أَنْ نَطْلُبَ مِنَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَنَا طَرِيقَ الكُفَّارِ؟
رقم الفتوى : 13617
 السؤال :
 2024-08-01
 1138
مَا تَفْسِيرُ الآيَتَيْنِ الكَرِيمَتَيْنِ: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾؟
رقم الفتوى : 13237
 السؤال :
 2024-07-25
 549
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾؟
رقم الفتوى : 13230
 السؤال :
 2024-07-25
 770
مَا دَامَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَتَحَ بَابَ التَّوْبَةِ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ، فَكَيْفَ نُوَفِّقُ بَيْنَ هَذَا، وَبَيْنَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13229
 السؤال :
 2024-07-25
 15
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾؟
رقم الفتوى : 13228
 السؤال :
 2023-08-07
 682
مَا تَفْسِيرُ قَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾؟
رقم الفتوى : 12669

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3236
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424890015
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :