الاستماع إلى الغناء

7123 - الاستماع إلى الغناء

01-01-2016 9333 مشاهدة
 السؤال :
سؤال: ما حكم الاستماع إلى الغناء، وهل صحيح أنه يصب في أذني المستمع القارُ يوم القيامة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7123
 2016-01-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالاسْتِمَاعُ إلى الأَغَانِي لا يَجُوزُ شَرْعَاً، لِأَسْبَابٍ مُتَعَدِّدَةٍ، مِنْهَا:

أولاً: لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾. قَالَ مُجَاهِدٌ: باللَّهْوِ والغِنَاءِ؛ وَقَالَ القُرْطُبِيُّ: في الآيَةِ مَا يَدُلُّ على تَحْرِيمِ المَزَامِيرِ والغِنَاءِ واللَّهْوِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾.

ثانياً: الاسْتِمَاعُ إلى الغِنَاءِ يَصُدُّ عَن ذِكْرِ اللهِ تعالى، فلا يَجْتَمِعُ كَلامُ الرَّحْمَنِ وَكَلامُ الشَّيْطَانِ في قَلْبٍ وَاحِدٍ، يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى:

حُبُّ الكِتَابِ وَحُبُّ أَلْحَانِ الغِنَاءِ   ***   في قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ

ثالثاً: يَقُولُ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: الغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ في القَلْبِ، كَمَا يُنْبِتُ المَاءُ البَقْلَ (الزَّرْعَ).

وَيَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: الغِنَاءُ يُفْسِدُ القَلْبَ، وَإِذَا فَسَدَ القَلْبُ هَاجَ في النِّفَاقِ.

وَيَقُولُ الضَّحَّاكُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: الغِنَاءُ مَفْسَدَةٌ للقَلْبِ، مَسْخَطَةٌ للرَّبِّ.

رابعاً: روى ابْنُ عَسَاكِر عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَن اسْتَمَعَ إلى قَيْنَةٍ (مُغَنِّيَةٍ) صُبَّ في أُذُنَيْهِ الآنُكُ (الرَّصَاصُ المُذَابُ) يَوْمَ القِيَامَةِ.

خامساً: روى الإمام البخاري عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ أَوْ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ، واللهِ مَا كَذَبَنِي، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ (الفَرْجَ) وَالْحَرِيرَ، وَالْخَمْرَ، وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ (جَبَلٍ) يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ (يَعْنِي الْفَقِيرَ) لِحَاجَةٍ، فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدَاً، فَيُبَيِّتُهُمُ اللهُ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

وبناء على ذلك:

فَقَد ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى تَحْرِيمِ الاسْتِمَاعِ إلى الغِنَاءِ، وَقَد وَرَدَ في الحَدِيثِ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفَاً بِأَنَّهُ يُصَبُّ في أُذُنَيِ المُسْتَمِعِ إلى الغِنَاءِ الرَّصَاصُ المُذَابُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
9333 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2025-05-01
 22
هَلْ يَجُوزُ لِلْإِنْسَانِ المُضْطَرِّ الَّذِي لَا يَجِدُ سَبِيلًا لِلْعَمَلِ إِلَّا فِي مَصْنَعٍ لِلْخَمْرِ، أَنْ يَعْمَلَ فِيهِ؟
 السؤال :
 2025-04-17
 297
هَلْ يَجُوزُ شَرْعًا أَنْ يُحَوِّلَ الإِنْسَانُ صُورَتَهُ إِلَى صُورَةٍ كَرْتُونِيَّةٍ عَنْ طَرِيقِ الذَّكَاءِ الاصْطِنَاعِيِّ؟
 السؤال :
 2025-03-17
 405
هَلْ يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ إِنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ لَهُ: اللهُ يَجْزِيكَ عَنِّي أَلْفَ خَيْرٍ؟
 السؤال :
 2025-03-17
 258
هَلْ مِنْ دَلِيلٍ عَلَى وُجُوبِ الصَّلَاةِ عَلَى آلِ البَيْتِ وَالصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ؟
 السؤال :
 2025-03-03
 408
هَلْ وَرَدَ دَلِيلٌ بِجَوَازِ التَّوَسُّلِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ خَلْقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 السؤال :
 2025-02-22
 116
لِمَاذَا حَرَّمَ اللهُ تعالى، وَحَرَّمَ رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لُبْسَ الحَرِيرِ عَلَى الرِّجَالِ، مَعَ أَنَّهُ مِنْ نَعِيمِ اللهِ تعالى لِعِبَادِهِ فِي الجَنَّةِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5702
المقالات 3234
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424533991
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :