الاستماع إلى الغناء

7123 - الاستماع إلى الغناء

01-01-2016 9013 مشاهدة
 السؤال :
سؤال: ما حكم الاستماع إلى الغناء، وهل صحيح أنه يصب في أذني المستمع القارُ يوم القيامة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7123
 2016-01-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالاسْتِمَاعُ إلى الأَغَانِي لا يَجُوزُ شَرْعَاً، لِأَسْبَابٍ مُتَعَدِّدَةٍ، مِنْهَا:

أولاً: لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾. قَالَ مُجَاهِدٌ: باللَّهْوِ والغِنَاءِ؛ وَقَالَ القُرْطُبِيُّ: في الآيَةِ مَا يَدُلُّ على تَحْرِيمِ المَزَامِيرِ والغِنَاءِ واللَّهْوِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾.

ثانياً: الاسْتِمَاعُ إلى الغِنَاءِ يَصُدُّ عَن ذِكْرِ اللهِ تعالى، فلا يَجْتَمِعُ كَلامُ الرَّحْمَنِ وَكَلامُ الشَّيْطَانِ في قَلْبٍ وَاحِدٍ، يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى:

حُبُّ الكِتَابِ وَحُبُّ أَلْحَانِ الغِنَاءِ   ***   في قَلْبِ عَبْدٍ لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ

ثالثاً: يَقُولُ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: الغِنَاءُ يُنْبِتُ النِّفَاقَ في القَلْبِ، كَمَا يُنْبِتُ المَاءُ البَقْلَ (الزَّرْعَ).

وَيَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: الغِنَاءُ يُفْسِدُ القَلْبَ، وَإِذَا فَسَدَ القَلْبُ هَاجَ في النِّفَاقِ.

وَيَقُولُ الضَّحَّاكُ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: الغِنَاءُ مَفْسَدَةٌ للقَلْبِ، مَسْخَطَةٌ للرَّبِّ.

رابعاً: روى ابْنُ عَسَاكِر عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَن اسْتَمَعَ إلى قَيْنَةٍ (مُغَنِّيَةٍ) صُبَّ في أُذُنَيْهِ الآنُكُ (الرَّصَاصُ المُذَابُ) يَوْمَ القِيَامَةِ.

خامساً: روى الإمام البخاري عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ أَوْ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ، واللهِ مَا كَذَبَنِي، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ (الفَرْجَ) وَالْحَرِيرَ، وَالْخَمْرَ، وَالْمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ (جَبَلٍ) يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ (يَعْنِي الْفَقِيرَ) لِحَاجَةٍ، فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدَاً، فَيُبَيِّتُهُمُ اللهُ، وَيَضَعُ الْعَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

وبناء على ذلك:

فَقَد ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ إلى تَحْرِيمِ الاسْتِمَاعِ إلى الغِنَاءِ، وَقَد وَرَدَ في الحَدِيثِ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفَاً بِأَنَّهُ يُصَبُّ في أُذُنَيِ المُسْتَمِعِ إلى الغِنَاءِ الرَّصَاصُ المُذَابُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
9013 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في الحظر والإباحة

 السؤال :
 2023-12-29
 189
زَوْجَتِي صَاحِبَةُ دِينٍ وَخُلُقٍ، إِلَّا أَنَّهَا عِنْدَمَا تَتَحَدَّثُ مَعَ زُمَلَائِهَا في العَمَلِ تُمَازِحُهُمْ، وَتَضْحَكُ إِلَيْهِمْ، وَقَدْ قَدَّمْتُ لَهَا النُّصْحَ، وَلَكِنْ بِدُونِ جَدْوَى، فَمَاذَا أَفْعَلُ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 647
بِسَبَبِ الظُّرُوفِ القَاهِرَةِ في بَلَدِنَا، اضْطُرِرْنَا للسَّفَرِ خَارِجَ القُطْرِ مَعَ زَوْجِي وَأَخِيهِ وَزَوْجَتِهِ، فَمَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ في السَّكَنِ سَوِيَّةً في مَنْزِلٍ وَاحِدٍ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 331
أَنَا أَهْوَى الرَّسْمَ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسْمَ ذِي رُوحٍ لَا يَجُوزُ، وَلَكِنْ هَلْ يَجُوزُ أَنْ أَرْسُمَ صُورَةَ إِنْسَانٍ مِنْ خَلْفِهِ؟
 السؤال :
 2023-12-29
 195
مَا حُكْمُ الشَّرْعِ في إِقَامَةِ المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ في البِلَادِ الغَرْبِيَّةِ؟
 السؤال :
 2023-03-25
 644
مَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ في تَعْلِيقِ الخَرَزَةِ الزَّرْقَاءِ، المَرْسُومِ عَلَيْهَا عَيْنٌ، مِنْ أَجْلِ الوِقَايَةِ مِنْ عَيْنِ الحَاسِدِ؟
 السؤال :
 2023-03-10
 855
مَا الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ بِتَبَرُّعِ الأَعْضَاءِ بِدُونِ مُقَابِلٍ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413770288
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :