الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَكَلِمَةُ: (سُبْحَانَ اللهِ) تَعْنِي التَنْزِيهَ وَالإِعْلَاءَ وَالتَّقْدِيسَ للهِ جَلَّ جَلَالُهُ، عَنْ كُلِّ مَا لَا يَلِيقُ بِقَدْرِهِ، فَهُوَ المُسَبَّحُ عَنْ كُلِّ شِرْكٍ، وَالمُبُرَّأُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَنَقْصٍ.
فَالمُؤْمِنُ يَعْتَقِدُ اعْتِقَادَاً جَازِمَاً لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا رَيْبَ بِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتعالى مُبَرَّأٌ مِنْ جَمِيعِ النَّقَائِصِ.
وبناء على ذلك:
فَالمُسْلِمُ يُنَزِّهُ اللهَ تعالى عَنْ كُلِّ وَصْفٍ لَمْ يَصِفِ اللهُ تعالى بِهِ نَفْسَهُ، أَو لَمْ يَصِفْهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ نَزَّهَ اللهَ تعالى عَبَدَهُ عِبَادَةَ عَبْدٍ كَأَنَّهُ يَرَى اللهَ تعالى، فَلَا يَصْدُرُ مِنْهُ مَا لَا يُرْضِي بِهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، قَالَ تعالى في قِصَّةِ الإِفْكِ على أُمِّ المُؤْمِنِينَ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: ﴿وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |