«مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»

7769 - «مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»

24-12-2016 1098 مشاهدة
 السؤال :
ما هو المقصود من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَاً، مِائَةً إِلَّا وَاحِدَاً، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7769
 2016-12-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: هَذَا الحَدِيثُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ رَوَاهُ الإِمَامَانِ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وفي رِوَايَةٍ ثَانِيَةٍ عِنْدَ الإِمَامِ مُسْلِمٍ: «مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ».

ثانياً: يَقُولُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ العَسْقَلَانِيُّ: قَالَ الأَصِيلِيُّ: الإِحْصَاءُ لِلْأَسْمَاءِ العَمَلُ بِهَا، لَا عَدُّهَا وَحِفْظُهَا، لِأَنَّ ذَلِكَ قَدْ يَقَعُ لِلْكَافِرِ المُنَافِقِ، كَمَا في حَدِيثِ الخَوَارِجِ: «يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ».

وَقَالَ ابْنُ بَطَّالٍ: الإِحْصَاءُ يَقَعُ بِالقَوْلِ وَيَقَعُ بِالعَمَلِ، فالذي بِالعَمَلِ أَنَّ للهِ أَسْمَاءً يَخْتَصُّ بِهَا كَالأَحَدِ وَالمُتَعَالِ وَالقَدِيرِ وَنَحْوِهَا، فَيَجِبُ الإِقْرَارُ بِهَا وَالخُضُوعُ عِنْدَهَا، وَلَهُ أَسْمَاءٌ يُسْتَحَبُّ الاقْتِدَاءُ بِهَا في مَعَانِيهَا كَالرَّحِيمِ وَالكَرِيمِ وَالعَفُوِّ وَنَحْوِهَا، فَيُسْتَحَبُّ لِلْعَبْدِ أَنْ يَتَحَلَّى بِمَعَانِيهَا لِيُؤَدِّيَ حَقَّ العَمَلِ بِهَا، فَبِهَذَا يَحْصُلُ الإِحْصَاءُ العَمَلِيُّ، وَأَمَّا الإِحْصَاءُ القَوْلِيُّ فَيَحْصُلُ بِجَمْعِهَا وَحِفْظِهَا وَالسُّؤَالِ بِهَا، وَلَوْ شَارَكَ المُؤْمِنُ غَيْرَهُ في العَدِّ وَالحِفْظِ، فَإِنَّ المُؤْمِنَ يَمْتَازُ عَنْهُ بِالإِيمَانِ وَالعَمَلِ بِهَا.

وبناء على ذلك:

فَمَنْ أَرَادَ دُخُولَ الجَنَّةِ، فَعَلَيْهِ بِحِفْظِ أَسْمَاءِ اللهِ تعالى الحُسْنَى، وَمَعْرِفَةِ مَعَانِيهَا، وَالعَمَلِ بِمُقْتَضَاهَا، وَالدُّعَاءِ بِهَا، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَللهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾. وَعِنْدَمَا يَدْعُو العَبْدُ بِأَسْمَاءِ اللهِ تعالى الحُسْنَى يَدْعُوهُ بِهَا على أَنَّهَا غَايَةٌ، وَلَيْسَتْ وَسِيلَةً، لِأَنَّ الدُّعَاءَ بِحَدِّ ذَاتِهِ غَايَةٌ وَلَيْسَ وَسِيلَةً، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ» رواه الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وفي رِوَايَةٍ لأبي داود والترمذي عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ».

وَاللهُ جَلَّ جَلَالُهُ تَفَضَّلَ وَتَكَرَّمَ وَوَعَدَ بِالإِجَابَةِ، وَهُوَ لَا يُخْلِفُ المِيعَادَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1098 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-07-13
 1860
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 808
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 5772
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474
 السؤال :
 2023-03-25
 1647
أَنَا امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ مِنْ رَجُلٍ غَنِيٍّ، وَلَهُ عَلَاقَاتٌ مَعَ المُسْتَوَيَاتِ العُلْيَا في المُجْتَمَعِ، وَيُلْزِمُنِي بِنَزْعِ الحِجَابِ، وأَنَا مُحَافِظَةٌ عَلَى صَلَاتِي، وَبَدَأْتُ أَشْعُرُ أَنِّي مِنَ المُنَافِقَاتِ، وَأَخَذَتْ نَفْسِي تُسَوِّلُ لِيَ تَرْكَ الحِجَابِ وَالصَّلَاةِ، بِسَبَبِ هَذَا الشُّعُورِ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 12473
 السؤال :
 2023-03-25
 650
مَا صِحَّةُ هَذَا القَوْلِ: أَيُّكُمُ اسْتَطَاعَ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيئَةٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ؟
رقم الفتوى : 12472
 السؤال :
 2023-03-25
 303
إِنْ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ الجَنَّةَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَكَانَ زَوْجُهَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَمَا مَصِيرُهَا في حَقِّ الزَّوَاجِ؟
رقم الفتوى : 12470

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5601
المقالات 3123
المكتبة الصوتية 4669
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 410681454
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2023 
برمجة وتطوير :