الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: هَذِهِ مُصِيبَةٌ وَقَعَتْ عَلَيْكِ، وَأَسْأَلُ اللهَ تعالى لَهُ العَافِيَةَ، وَلَكِ الأَجْرُ وَالثَّوَابُ على صَبْرِكِ عَلَيْهِ، وَأَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ تُؤْجَرِي على هَذِهِ المُصِيبَةِ إِنْ صَبَرْتِ وَاحْتَسَبْتِ.
يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبَاً لِأَمْرِ المُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرَاً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرَاً لَهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ، وَلَا حُزْنٍ، وَلَا أَذَىً، وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
ثانياً: لَا يَجُوزُ للمَرْأَةِ أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا إِلَّا عِنْدَ وُجُودِ مَا يَدْعُو إلى ذَلِكَ، كَسُوءِ عِشْرَةٍ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقَاً مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الجَنَّةِ» رواه أبو داود والترمذي عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَالزَّوْجُ إِنْ كَانَ مَرِيضَاً مَرَضَاً نَفْسِيَّاً وَيُسِيءُ لِزَوْجَتِهِ، وَيَتَّهِمُهَا، فَمِنْ حَقِّهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْهُ.
وبناء على ذلك:
فَمِنْ حَقِّكِ أَنْ تَطْلُبِي الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِكِ إِذَا كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ، وَأَنْتِ بَرِيئَةٌ مِنْ هَذَا الاتِّهَامِ، وَلَمْ تَكُونِي سَبَبَاً في سُوءِ تَصَرُّفِهِ مَعَكِ، وَلَكِنِ الصَّبْرُ أَوْلَى، وَالأَجْرُ فِيهِ عَظِيمٌ، قَالَ تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرَاً﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرَاً كَثِيرَاً﴾. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |