مريض ممنوع من الزواج

7710 - مريض ممنوع من الزواج

19-11-2016 131 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب قاربت الثلاثين من عمري، ومصاب بمرض، حيث منعني الأطباء من الزواج، لأن الزواج يؤذيني، فماذا أفعل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7710
 2016-11-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِذَا قَرَّرَ الأَطِبَّاءُ بِأَنَّ الزَّوَاجَ يَضُرُّ بِصِحَّتِكَ، وَكَانَ الـضَّرَرُ يُهَدِّدُ حَيَاتَكَ، فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَتَزَوَّجَ، لِأَنَّ زَوَاجَكَ في مِثْلِ هَذِهِ الحَالَةِ فِيهِ إِلْقَاءُ النَّفْسِ بِالتَّهْلُكَةِ، وَهَذَا مَحْظُورٌ شَرْعَاً بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.

وَإِذَا تَغَلَّبَتْ عَلَيْكَ الشَّهْوَةُ فَخُذْ بِمَا أَمَرَكَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وبناء على ذلك:

فَإِذَا كَانَ زَوَاجُكَ يُودِي بِحَيَاتِكَ، فَلَا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَتَزَوَّجَ، وَعَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنْ كُنْتَ لَا تَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ بِسَبَبِ المَرَضِ، فَعَلَيْكَ بِكَثْرَةِ الدُعَاءِ وَالالْتِجَاءِ إلى اللهِ تعالى في أَنْ يُذْهِبَ عَنْكَ هَذَا المَرَضَ، وَأَنْ يُخَفِّفَ اللهُ عَنْكَ حِدَّةَ الشَّهْوَةِ، وَحَاشَا لِرَبِّنَا جَلَّ جَلَالُهُ أَنْ لَا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ العَبْدِ المُضْطَرِّ.

وَإِذَا كَانَ يُوجَدُ هُنَاكَ دَوَاءٌ لِتَخْفِيفِ الحِدَّةِ مِنَ الشَّهْوَةِ، وَلَا يَـضُرُّ بِصِحَّتِكَ، فَعَلَيْكَ بِهِ، وَكُنْ حَرِيصَاً على حُضُورِ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَالعِلْمِ وَمَجَالِسِ القُرْآنِ، وَعَلَيْكَ بِالصُّحْبَةِ الصَّالِحَةِ، وَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ تعالى، وَحَاشَا لِرَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُضِيعَ المُتَّقِينَ، وَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ الذي عَلَّمَنَا إِيَّاهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي» رواه الترمذي عَنْ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ .

وَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حَقَّ الحَيَاءِ مِنْكَ، وَوَفِّقْنِي لِأَنْ أَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَأَنْ أَذْكُرَ المَوْتِ وَالبلَى.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى لَكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ وَالحِفْظَ وَالسَّلَامَةَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
131 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1225
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 234
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 591
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 2852
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1256
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7540
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3161
المكتبة الصوتية 4797
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 414050292
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :