مريض ممنوع من الزواج

7710 - مريض ممنوع من الزواج

19-11-2016 393 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب قاربت الثلاثين من عمري، ومصاب بمرض، حيث منعني الأطباء من الزواج، لأن الزواج يؤذيني، فماذا أفعل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7710
 2016-11-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِذَا قَرَّرَ الأَطِبَّاءُ بِأَنَّ الزَّوَاجَ يَضُرُّ بِصِحَّتِكَ، وَكَانَ الـضَّرَرُ يُهَدِّدُ حَيَاتَكَ، فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَتَزَوَّجَ، لِأَنَّ زَوَاجَكَ في مِثْلِ هَذِهِ الحَالَةِ فِيهِ إِلْقَاءُ النَّفْسِ بِالتَّهْلُكَةِ، وَهَذَا مَحْظُورٌ شَرْعَاً بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.

وَإِذَا تَغَلَّبَتْ عَلَيْكَ الشَّهْوَةُ فَخُذْ بِمَا أَمَرَكَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» رواه الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وبناء على ذلك:

فَإِذَا كَانَ زَوَاجُكَ يُودِي بِحَيَاتِكَ، فَلَا يَجُوزُ لَكَ أَنْ تَتَزَوَّجَ، وَعَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنْ كُنْتَ لَا تَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ بِسَبَبِ المَرَضِ، فَعَلَيْكَ بِكَثْرَةِ الدُعَاءِ وَالالْتِجَاءِ إلى اللهِ تعالى في أَنْ يُذْهِبَ عَنْكَ هَذَا المَرَضَ، وَأَنْ يُخَفِّفَ اللهُ عَنْكَ حِدَّةَ الشَّهْوَةِ، وَحَاشَا لِرَبِّنَا جَلَّ جَلَالُهُ أَنْ لَا يَسْتَجِيبَ دُعَاءَ العَبْدِ المُضْطَرِّ.

وَإِذَا كَانَ يُوجَدُ هُنَاكَ دَوَاءٌ لِتَخْفِيفِ الحِدَّةِ مِنَ الشَّهْوَةِ، وَلَا يَـضُرُّ بِصِحَّتِكَ، فَعَلَيْكَ بِهِ، وَكُنْ حَرِيصَاً على حُضُورِ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَالعِلْمِ وَمَجَالِسِ القُرْآنِ، وَعَلَيْكَ بِالصُّحْبَةِ الصَّالِحَةِ، وَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ تعالى، وَحَاشَا لِرَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُضِيعَ المُتَّقِينَ، وَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ الذي عَلَّمَنَا إِيَّاهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي» رواه الترمذي عَنْ شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ .

وَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حَقَّ الحَيَاءِ مِنْكَ، وَوَفِّقْنِي لِأَنْ أَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَأَنْ أَذْكُرَ المَوْتِ وَالبلَى.

أَسْأَلُ اللهَ تعالى لَكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ وَالحِفْظَ وَالسَّلَامَةَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
393 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2025-05-14
 390
امْرَأَةٌ تُرَبِّي طُيُورًا فِي بَيْتِهَا، خَرَجَتْ يَوْمًا وَنَسِيَتْ وَضْعَ الطَّعَامِ لَهُمْ حَتَّى مَاتُوا، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْهَا؟
رقم الفتوى : 13636
 السؤال :
 2025-05-14
 640
مَا صِحَّةُ هَذِهِ الرِّوَايَةِ: قَالَ المَجْدُ اللُّغَوِيُّ: وَرُوِينَا عَنِ الأَصْمَعِيِّ قال: وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ مُقَابِلَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا حَبِيبُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ، وَالشَّيْطَانُ عَدُوُّكَ، فَإِنْ غَفَرْتَ لِي سُرَّ حَبِيبُكَ، وَفَازَ عَبْدُكَ، وَغَضِبَ عَدُوُّكَ، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي غَضِبَ حَبِيبُكَ، وَرَضِيَ عَدُوُّكَ، وَهَلَكَ عَبْدُكَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُغْضِبَ حَبِيبَكَ، وَتُرْضِيَ عَدُوَّكَ وَتُهْلِكَ عَبْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ العَرَبَ الكِرَامَ إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ أَعْتَقُوا عَلَى قَبْرِهِ، وَإِنَّ هَذَا سَيِّدُ العَالَمِينَ فَأَعْتِقْنِي عَلَى قَبْرِهِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: فَقُلْتُ: يَا أَخَا العَرَبِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ، وَأَعْتَقَكَ بِحُسْنِ هَذَا السُّؤَالِ؟
رقم الفتوى : 13634
 السؤال :
 2025-05-14
 270
مَا نَصِيحَتُكُمْ لِإِنْسَانٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ مَحْسُودٌ مِنْ أَقْرَانِهِ؟
رقم الفتوى : 13633
 السؤال :
 2025-05-14
 283
مَاذَا يَعْنِي كَلَامُ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ السَّكَنْدَرِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَقَامَكَ، فَانْظُرْ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَقَامَكَ؟
رقم الفتوى : 13631
 السؤال :
 2025-04-28
 273
لَقَدْ أَتْعَبَنِي الانْشِغَالُ بِعُيُوبِ النَّاسِ، وَأَصْبَحَ لَدَيَّ نُفُورٌ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ إِلَّا القَلِيلَ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 13602
 السؤال :
 2025-04-23
 329
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَ بَيْتًا، أَوْ أَيَّ مَكَانٍ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، أَنْ يُسَلِّمَ عَلَى نَفْسِهِ؟
رقم الفتوى : 13596

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5701
المقالات 3236
المكتبة الصوتية 4880
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 424889984
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2025 
برمجة وتطوير :